Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 89-90)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ } أي : تمنوا أن تكفروا { كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ } معهم { سَوَآءً } في الكفر والضلال والبعد من جوار الله وكنفه ، وإذا كان الأمر على هذه { فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ } أي : أعداءكم { أَوْلِيَآءَ } توالونهم وتوادونهم { حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ } أي : إلى أن يسلموا ويهاجروا { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } ويبعدوا عن ديارهم وعشائرهم ؛ تقرباً إلى الله وتوجهاً إلى رسوله { فَإِنْ تَوَلَّوْاْ } أي : أعرضوا عن الإسلام والتقرب إلى الله بعدما هاجروا عن ديارهم { فَخُذُوهُمْ وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ } كسائر المشركين { وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ } أي : من هؤلاء المهاجرين المصرين على شركهم وكفره { وَلِيّاً } توالونه { وَلاَ نَصِيراً } [ النساء : 89 ] تنصرونه ، فعليكم أن تجانبوهم وتتركوا ولايتهم وودادهم . { إِلاَّ } المهاجرين { ٱلَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَٰقٌ } عهد وثيق على ألاَّ تستعينوا منهم ولا تعينوا عليهم ، والمواصلون إليهم في حكمهم وعلى عهدهم ، فلا تأخذوهم ولا تقتلوهم حتى لا تنقضوا الميثاق { أَوْ جَآءُوكُمْ } حال كونهم قد { حَصِرَتْ } ضاقت وانقضت { صُدُورُهُمْ } من الرعب ، من المهابة ، وحين كره ولم يؤذن { أَن يُقَٰتِلُوكُمْ أَوْ يُقَٰتِلُواْ قَوْمَهُمْ } لأن المروءة تأبى عن ذلك ؛ إذ هم ليسوا على عدة القتال ، فعليكم ألاَّ تبادروا إليه ؛ إذ القتال إنما فرض مع المقاتلين المجترئين { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ } قتالكم { لَسَلَّطَهُمْ } لجرأهم { عَلَيْكُمْ } وأزال رعبهم عنكم { فَلَقَٰتَلُوكُمْ } ولم ينصرفوا عنكم { فَإِنِ ٱعْتَزَلُوكُمْ } وانصرفوا عنكم { فَلَمْ يُقَٰتِلُوكُمْ } ولم يتعرضوا لكم { وَ } مع ذلك { أَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلَمَ } أي : الاستسلام والانقياد { فَمَا جَعَلَ ٱللَّهُ } الميسر { لَكُمْ } جميع أموركم { عَلَيْهِمْ } أي : على قتلهم وأسرهم { سَبِيلاً } [ النساء : 90 ] بل اصبروا حتى يأذدن الله لكم .