Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 21-22)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم أشار سبحانه إلى تقريع أهل الزيغ والضلال ، وتفضيح أصحاب العناد والجدال ، فقال مستبعداً مستنكراً إياهم : { أَ } ينكرون قدرتنا عليهم وانتقامنا عنهم { وَلَمْ يَسِيروُاْ } ويسافروا { فِي ٱلأَرْضِ } الموروثة لهم من أسلافهم الذين أسرفوا على أنفسهم أمثالهم { فَيَنظُرُواْ } بنظر التأمل والاعتبار ؛ ليظهر عندهم { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ } المسرفين { ٱلَّذِينَ كَانُواْ مِن قَبْلِهِمْ } مستقرين عليها ، متمكنين فيها ، مترفهين أمثالهم ، بل { كَانُواْ هُمْ } أي : أسلافهم { أَشَدَّ مِنْهُمْ } أي : من هؤلاء الأخلاف { قُوَّةً } وقدرة وأكثر أموالاً { وَآثَاراً فِي ٱلأَرْضِ } أي : حصوناً وقلاعاً وقصوراً وأخاديد ، وغير ذلك مما صدر من ذوي الأحلام السخيفة ، ومع ذلك ما أغنى عنهم شيئاً من غضب الله وعذابه ، بل { فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ } المنتقم منهم { بِذُنُوبِهِمْ } التي صدرت عنهم على سبيل البطر والغفلة ، فاستأصلهم بالمرة { وَمَا كَانَ لَهُم } حينئذ { مِّنَ } عذاب { ٱللَّهِ } وبطشه { مِن وَاقٍ } [ غافر : 21 ] حفيظ لهم ، يمنع عذاب الله عنهم . { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ } أي : ما ذلك البطش والانتقام إلا بسبب أنهم من شدة عتوهم وعنادهم { كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم } من قِبل الحق مؤيدين { بِٱلْبَيِّنَاتِ } الواضحة والبراهين القاطعة من أنواع الآيات والمعجزات { فَكَفَرُواْ } بالله وبهم أمثال هؤلاء التائهين في بيدات الغفلة والغرور ، وأنكروا على بيناتهم ، ونسبوها إلى السحر والشعبذة ، وظهروا على رسل الله بأنواع الخرافات والهذيانات { فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ } القدير الحليم بكفرهم وعتوهم ، بعدما أمهلهم زماناً ، يترددون فيما يرمون ويقصدون فيه ، وكيف لا يأخذهم سبحانه { إِنَّهُ قَوِيٌّ } مطلق ، وقدير كامل على من ظهر عليه وخرد عن ربقة عبوديته { شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } [ غافر : 22 ] صعب الانتقامم على من كذب وتولى على الرسل الكرام .