Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 36-39)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَ } بعدما ظهر أمر موسى وانتشر دينه بين الناس ، ودعوته إلى الله الواحد الأحد الموجِد للسماوات العلا والأرضين السفلى ، ومالت النفوس إليه لوضوح براهينه وسطوع معجزاته { قَالَ فَرْعَوْنُ } مدبراً في دفع موسى ، متأملاً في شأنه ، مشاوراً مع وزيره آمراً له ، منادياً إياه : { يٰهَامَانُ } قد وقع ما نخاف منه من قبل { ٱبْنِ لِي صَرْحاً } بناء رفيعاً ظاهراً عالياً من جميع الأبنية والقصور { لَّعَـلِّيۤ } بالارتقاء والعروج إليه { أَبْلُغُ ٱلأَسْبَابَ } [ غافر : 36 ] المؤيدة لأمر موسى . يعني : { أَسْبَابَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ } أي : المؤثرات العلوية { فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ } وأسأل منه أمره : أهو صادق في دعواه أو كاذب ؟ { وَإِنِّي } بمقتضى عقلي وفراستي { لأَظُنُّهُ كَاذِباً } ساحراً مفترياً على الله ترويجاً لسحره ، وتقريراً لضعفاء الأنام . قيل : أمر ببناء رصد ؛ ليطلع على قوة طالع موسى وضعفه { وَكَـذَلِكَ } أي : مثلما سمعت { زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوۤءُ عَمَلِهِ } أي : حسن الله له تدبيره الذي تأمل في دفع موسى بأمثال هذه الأفكار الفاسدة { وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِيلِ } السوي الموصل إلى توحيد الحق { وَ } بالجملة : { مَا كَـيْدُ فِرْعَوْنَ } ومكره الذي دبره لدفع موسى { إِلاَّ فِي تَبَابٍ } [ غافر : 37 ] هلاك وخسار . { وَ } بعدما ألزمهم القائل بأنواع الإلزام ، وأسكتهم بالدلائل القاطعة ، اضطروا وتحيروا في شأن موسى ودفعه { قَالَ } القائل { ٱلَّذِيۤ آمَنَ } له وكتم إيمانه منهم : { يٰقَوْمِ } ناداهم ليقبلوا إليه بكمال الرغبة : { ٱتَّبِعُونِ } واستصوبوا رأيي واقبلوا قولي { أَهْدِكُـمْ سَبِيـلَ ٱلرَّشَـادِ } [ غافر : 38 ] وطريق الصدق والصواب . { يٰقَوْمِ } ما شأنكم وأمركم في دار القتنة والغرور ومنزل الغفلة والثبور { إِنَّمَا هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا مَتَاعٌ } مستار بلا مدار واعتبار { وَإِنَّ ٱلآخِرَةَ } المعدة لذوي البصائر وأولي الألباب { هِيَ دَارُ ٱلْقَـرَارِ } [ غافر : 39 ] .