Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 1-6)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ حـمۤ * عۤسۤقۤ } [ الشورى : 1 - 2 ] يا حامل وحي الله ، وماحي الوجود عن غيره يا عالم سرائر قدرة الله ، وعارف سريان سر وحدته الذاتية على قلوب خُلَّص عباده من الأنبياء والأولياء . { كَذَلِكَ } أي : مثل ما ذكر في هذه السورة من سرائر التوحيد والأخلاق المرضية الإلهية { يُوحِيۤ إِلَيْكَ } يا أكمل الرسل في كتابك هذا { وَإِلَى ٱلَّذِينَ } مضوا { مِن قَبْلِكَ } من الأنبياء والرسل في كتبهم وصحفهم { ٱللَّهُ } المتوحد بذاته المحيط بعموم مظاهره ومصنوعاته ، المستقل بأمر الإرسال والإنزال والوحي والإلهام { ٱلْعَزِيزُ } الغالب في أمره وشأنه { ٱلْحَكِيمُ } [ الشورى : 3 ] المتقن في أفعاله وتدبيراته الجارية في ملكه وملكوته . إذ { لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } ملكاً وتصرفاً ، إيجادً وإعداماً { وَ } بالجملة : { هُوَ ٱلْعَلِيُّ } المستقل بالعلو في مطلق ملكه وملكوته { ٱلعَظِيمُ } [ الشورى : 4 ] في شأنه وأمره ، لا علو ولا عظمة إلا له ، ولا حول ولا قوة إلا به ، ولا حكم ولا حكمة إلا منه . ومن كمال عزته وعظمته { تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ } السبع { يَتَفَطَّرْنَ } بالياء والتاء ، أو بالياء والنون معناه على كلتا القراءتين : يتشققن { مِن فَوْقِهِنَّ } أي : من فوق السماوات أو من فوق الأرضين السبع من كمال خشية الله ورهبته ، خوفاً من تجليه عليهم باسمه القهار المفني للأغيار مطلقاً { وَٱلْمَلاَئِكَةُ } أيضاً من خشيتهم من كمال غضبه وقهره سبحانه { يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ } تعديداً لنعمه إياهم بإفاضة الشعور والإدراك على حقوق ربوبيته ومقتضيات ألوهيته ، والتمكن والاقتدار على مواظبة عبوديته ومشاهدة آثار سلطنته وعظمته { وَيَسْتَغْفِرُونَ } أيضاً بإذنه وبمقتضى أمره { لِمَن فِي ٱلأَرْضِ } من خُلَّص عباده الموحدين المجبولين على صورته ، المجعلوين لخلافته ونيابته { أَلاَ } أي : تنبهوا أيها الأظلال المنهمكون في بحر الحيرة والضلال { إِنَّ ٱللَّهَ } الذي أظهركم من كتم العدم ، ورباكم بأنواع اللطف والكرم { هُوَ ٱلْغَفُورُ } الستار لذنوب أنانياتكم ، المحَّاء لآثام هوياتكم إن تبتم وأخلصتم فيها { ٱلرَّحِيمُ } [ الشورى : 5 ] لكم يقبل توبتكم يغفر زلتكم ، ويوصلكم إلى ما جبلتم لأجله . ثم قال سبحانه تهديداً على المشركين المتخذين لله المتوحد في ذاته ، المستقل في وجوده أنداداً { وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ } سبحانه { أَوْلِيَآءَ } يوالونهم كولايته سبحانه ، ويتوجهون نحوهم مثل توجهه ، ولا تلتفت يا أكمل الرسل إليهم ، ولا تبالِ بشأنهم ؛ إذ { ٱللَّهُ } المحيط بذواتهم وأفعالهم وصفاتهم { حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ } عليم بأعمالهم ونياتهم فيها ، ويحاسبهم عليها ويجازيهم بمقتضاها { وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ } [ الشورى : 6 ] كفيل يخلصهم عن مفاسد أعمالهم ومقابح أفعالهم ، بل ما أنت إلا مبلغ ونذير .