Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 37-42)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِنَّهُمْ } أي : جنود الشياطين وأتباعهم { لَيَصُدُّونَهُمْ } أي : يذبُّونهم ويصرفونهم ؛ أي : أتباعهم { عَنِ ٱلسَّبِيلِ } السوي ، الموضوع بالوضع الإلهي ، الموصل إلى توحيده { وَيَحْسَبُونَ } من فرط عمههم وسكرتهم { أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } [ الزخرف : 37 ] لهداية قرنائهم من الشياطين ، مع أنهم غاوون ضالون بإغوائهم وإضلالهم ، ولم يعلموا إضلالهم . { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَنَا } أي : الغاشي الأعمى ، وعلم ضلاله عنَّا ، وغوايته عن طريقنا { قَالَ } متحسراً متأسفاً لقرينه المغوي : { يٰلَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ ٱلْمَشْرِقَيْنِ } أي : بُعد ما بين المشرق والمغرب { فَبِئْسَ ٱلْقَرِينُ } [ الزخرف : 38 ] أنت أيها المضل ، أضللتني عن الطريق القويم وابتليتني بالعذاب الأليم . { وَ } قيل لهم حينئذٍ من قبل الحق : { لَن يَنفَعَكُمُ ٱلْيَوْمَ } تمنيكم وأسفكم { إِذ } قد { ظَّلَمْتُمْ } أنفسكم في نشأة التدارك والتلافي ، والآن قد انقرضت ، بل { أَنَّكُمْ } وقرناءكم اليوم { فِي ٱلْعَذَابِ } النازل عليكم { مُشْتَرِكُونَ } [ الزخرف : 39 ] كما إنكم كنتم مشتركون في الأسباب الجالبة له في النشأة الأولى . ثم لما كان صلى الله عليه وسلم يبالغ في إرشاد عشيرته ويُتعب نفسه في إهدائهم ، رد الله سبحانه على وجه التعجب والتأديب ردعاً له عما كان عليه من المبالغة ، فقاله مستفهماً : { أَفَأَنتَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ } أي : أأنت تتخيل لنفسك أنك تقدر على إسماع من جُبِل على الصمم في أصل فطرته { أَوْ تَهْدِي ٱلْعُمْيَ } المجبول على العمى في مبدأ خلقته { وَ } بالجملة : { مَن كَانَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } [ الزخرف : 40 ] وغواية عظيمة جبلية ، كيف تسعى لهدايته ، وتبالغ في إرشاده وتكميله ؛ إذ ليس في وسعك تغيير الخلقة ، وإنما عليك الإنذار والتبليغ فقط ، وإلى متى تتعب نفسك وتسعى ؟ ! . ثم سجل سبحانه على أخذ المشركين والانتقام عنهم بقوله : { فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ } أي : أن نتوفينك يا أكمل الرسل ، ونخرجنك عن الدنيا قبل انتقامنا منهم ، وأخذنا إياهم { فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ } [ الزخرف : 41 ] ألبتة بعد مماتك ووفاتك . { أَوْ نُرِيَنَّكَ } العذاب الموعود { ٱلَّذِي وَعَدْنَاهُمْ } للإعراض عنك ، وعن دينك وكتابك ، وبالجملة : { فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُّقْتَدِرُونَ } [ الزخرف : 42 ] قادرون على وجوه الانتقام إياهم حال حياتك أو بعدها .