Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 63-67)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَ } كيف لا يكون عيسى عبداً من عبادنا ، اذكر لهم يا أكمل الرسل { لَمَّا جَآءَ عِيسَىٰ } إلى بني إسرائيل من عندنا مؤيداً { بِٱلْبَيِّنَاتِ } الباهرة التي ما ظهر مثلها من نبي من الأنبياء { قَالَ } مظهراً لهم الدعوة إلى طريق الحق وتوحيده : { قَدْ جِئْتُكُم } من عند ربي { بِٱلْحِكْمَةِ } البالغة { وَ } إنما جئتكم { لأُبَيِّنَ } أوضح وأظهر { لَكُم } طريق العبودية والعرفان سيما { بَعْضَ ٱلَّذِي } أي : بعض المعالم الدينية التي { تَخْتَلِفُونَ فِيهِ } وفي نزوله في كتب الله ، وعدم نزوله فيها { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } أولاً حق تقاته { وَأَطِيعُونِ } [ الزخرف : 63 ] فيما جئت لكم من عنده . { إِنَّ ٱللَّهَ } المتوحد المتفرد بالألوهية والربوبية { هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ } دبر أمري وأمركم ، وبينه في كتابه { فَٱعْبُدُوهُ } بمقتضى وحيه وإنزاله ، واعلموا أن { هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } [ الزخرف : 64 ] موصل إلى توحيده الذي جبلتم لأجله ، إن كنتم مؤمنين موقنين . وبعدما تم أمر الدعوة والتبليغ { فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ } وتفرقا تفرقاً ناشئاً { مِن بَيْنِهِمْ } أي : من بين قومه المبعوث إليهم ، بعدما دعاهم إلى طريق الحق وتوحيده ، وهداهم إلى صراط مستقيم { فَوَيْلٌ } عظيم وعقاب شديد يتوقع { لِّلَّذِينَ ظَلَمُواْ } خرجوا عن مقتضى العبودية المأمورة لهم بالوحي الإلهي { مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ } [ الزخرف : 65 ] مؤلم في غاية الإيلام . { هَلْ يَنظُرُونَ } أي : ما ينظرون وينتظرون { إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ } الموعودة قيامها { أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً } فجأة بلا سبق مقدمة وأمارات { وَهُمْ } من غاية اشتغالهم بالملاهي الدنيوية { لاَ يَشْعُرُونَ } [ الزخرف : 66 ] إيتانها إلا وقت وقوعهم في أهوالها . { ٱلأَخِلاَّءُ } والأحباء { يَوْمَئِذٍ } من شدة الهول والفزع { بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } إذ يتذكرون حينئذ ما جرى بينهم من المعاونة والمشاركة في الإعراض عن الله وكتبه ورسله ، وعدم الانقياد والإطاعة للدين القويم { إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ } [ الزخرف : 67 ] أي : الأحياء الذين تحابوا في الله ، وتشاركوا في طريق توحيده .