Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 68-73)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم التفت يومئذ سبحانه إلى خُلَّص عباده الذين اتقوا عن محارمه ، طلباً لمرضاته ، منادياً لهم على رءوس الأشهاد : { يٰعِبَادِ } ناداهم وأضافهم إلى نفسه اختصاصاً لهم وتكريماً : { لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ } لخوفكم عن مقتضى قهرنا وجلالنا في النشأة الأولى { وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ } [ الزخرف : 68 ] اليوم ؛ لتصبركم على الشدائد ومقاساة الأحزان في طريق الإيمان في دار الابتلاء . وهؤلاء البررة المبشرون هم { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِآيَاتِنَا } المنزلة على رسلنا ، وامتثلوا بمقتضاها { وَ } بالجملة : { كَانُواْ مُسْلِمِينَ } [ الزخرف : 69 ] منقادين مطيعين ، مفوضين أمورهم كلها إلى الله ، راضين بجميع ما قضى عليهم ، وكتب لهم من المنح والمحن . لذلك نودوا حينئذ من قبل الحق على سبيل البشارة والكرامة : { ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ } المعدة لخُلَّص أوليائنا الذي اتخذونا وكيلاً { أَنتُمْ } أصالة { وَأَزْوَاجُكُمْ } أي : نساؤكم المؤمنات المتوكلات الراضيات من الله بما قسم لهن المجتنبات عن محارم الله حال كونكم { تُحْبَرُونَ } [ الزخرف : 70 ] تبهجون وتسرون فيها على وجه يظهر أثر البهجة والمسرة في وجوهكم ، ويلوح من سيماكم . وبعدما تقرروا في مقام العز والتكريم ، وتمكنوا في مكمن التمجيد والتعظيم : { يُطَافُ عَلَيْهِمْ } أي : يطوف حولهم خدمة الجنة { بِصِحَافٍ } جمع : صحفةٍ ، وهي القطعة الكبيرة المتخذة { مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ } جمع : كوب ، وهي الكوز التي لا عرى لها أيضاً متخذة منها { وَ } بالجملة : { فِيهَا } أي : في الجنة { مَا تَشْتَهِيهِ ٱلأَنْفُسُ } من اللذات والشهوات المدركة بآلاتها { وَتَلَذُّ ٱلأَعْيُنُ } أي : من المحسوسات التي استحسنتها العيون واستلذذون بها ، { وَ } بالجملة : { أَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [ الزخرف : 71 ] دائمون لا تتحولون منها أبد الآبدين . { وَتِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِيۤ } تفوزون بها { أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [ الزخرف : 72 ] من الأعمال المصورة بها ، المنتجة لها ، المأمورة لأجلها . وبالجملة : { لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ } من المستلذات الروحانية والجسمانية { مِّنْهَا تَأْكُلُونَ } [ الزخرف : 73 ] ومنها تتفكهون جزاءً بما كنت تعملون .