Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 6-9)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَ } هم قد عبودهم معتقدين نفعهم ، ولم يعلموا أنهم { إِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ } وجمعوا في الحشر للحساب والجزاء { كَانُواْ لَهُمْ أَعْدَآءً } أي : المعبودين للعابدين ، بل { وَكَانُواْ } أي : المعبودين { بِعِبَادَتِهِمْ } أي : العابدين لهم { كَافِرِينَ } [ الأحقاف : 6 ] منكرين جاحدين . { وَ } هم كانوا من شدة غيهم وضلالهم عنا وعن توحيدنا { إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا } الدالة على وحدة ذاتنا وكمال أسمائنا وصفاتنا مع كونها { بَيِّنَاتٍ } واضحات مبينات ، لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها { قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلْحَقِّ } الصريح المبين { لَمَّا جَآءَهُمْ } أي : حين جاءهم ليهديهم ويبين لهم طريق الحق وتوحيده { هَـٰذَا } المتلو { سِحْرٌ مُّبِينٌ } [ الأحقاف : 7 ] ظاهر كونه سحراً باطلاً ، وهذا التالي ساحر عظيم ، إنما قالوا هكذا ونسبوا إلى ما نسبوا ؛ لعجزهم عن إتيان مثله ، مع إنهم من أرباب اللسن ووفور دواعيهم بالمعارضة معه . { أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ } أي : بل انصرفوا عن سبته إلى السحر إلى أفحش من ذلك ، وهو الافتراء فيقولون : اختلفه هذا المدعي من تلقاء نفسه ونسبه إلى ربه تغريراً وترويجاً { قُلْ } لهم أكمل الرسل بعدما نسبوا كتابك إلى الفرية كلاماً ومفصحاً لهم عن حقيقة الأمر وحقيته لو تأملوا فيه : { إِنِ ٱفْتَرَيْتُهُ } واختلقته من عندي ونسبته إلى الله زوراً وبهتاناً ، فيأخذني العزيز بإثم الافتراء ألبتة ، وإن أخذني { فَلاَ تَمْلِكُونَ } ولا تدفعون { لِي مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً } حين أخذني وانتقم ، وبالجملة : { هُوَ } سبحانه { أَعْلَمُ } بعلمه الحضوري { بِمَا تُفِيضُونَ } وتخوضون { فِيهِ } أي : في كلامه بما يليق به وبشأنه سبحانه من نسبته إلى السحر والافتراء وتكذيبه بأنواع وجوه المراء { كَفَىٰ بِهِ } أي : كفى الله { شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ } أي : بيننا يجازينا على مقتضى علمه وخبرته بي وبكم { وَهُوَ ٱلْغَفُورُ } المبالغ في الستر والعفو لمن استغفر له { ٱلرَّحِيمُ } [ الأحقاف : 8 ] لمن تاب ورجع نحوه نادماً عن ما صدر عنه ، يقبل توبته ويمحو زلته . { قُلْ } لهم يا أكمل الرسل بعدما اقترحوا عليك من الآيات التي تهواها نفوسهم ليلزموك ويعجزوك : { مَا كُنتُ بِدْعاً } رسولاً بديعا { مِّنَ } بين { ٱلرُّسُلِ } مبتدعاً أمراً غريباً مدعياً الإتيان ، بل { وَ } الله { مَآ أَدْرِي } وأعلم بحال نفسي { مَا يُفْعَلُ بِي } وكيف يصنع معي { وَلاَ بِكُمْ } أي : وكيف بما يصنع بكم ، بل أن { أَتَّبِعُ } أي : ما أتبع { إِلاَّ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ } من قبل ربي ويطلعني عليه { وَ } بالجملة : { مَآ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ } من قبل احق { مُّبِينٌ } [ الأحقاف : 9 ] مبين موضح مظهر لكم بإذنه ما أوحى إلى من وحيه ، وما لي إلا التبليغ والإنذار ، والتوفيق من الله العليم الحكيم .