Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 65-67)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ ءَامَنُواْ } بك وبكتابك { وَٱتَّقَوْاْ } عمَّا اجترؤوا عليه في حق الله ، وفي حقك { لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ } أي : محنا عن ديوان أعمالهم بالمرة { سَيِّئَاتِهِمْ } التي كانوا عليها { وَلأَدْخَلْنَٰهُمْ } تفضلاً وامتناناً { جَنَّٰتِ ٱلنَّعِيمِ } [ المائدة : 65 ] منتزهات العلم والعين والحق ، إن أخلصوا في إيمانهم . { وَلَوْ أَنَّهُمْ } أي : أهل الكتاب { أَقَامُواْ ٱلتَّوْرَاةَ } وامتثلوا بأوامرها ، وأظهروا ما فيها من الأحكام والعبر والتذكيرات ، سيما بعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ونعته { وَ } أقاموا أيضاً { ٱلإِنْجِيلَ } وعملوا بمقتضى ما فيه { وَ } كذا جميع { مَآ أُنزِلَ إِلَيهِمْ مِّن رَّبِّهِمْ } لوسع عليهم الرزق الصوري والمعنوي إلى حيث { لأَكَلُواْ } الرزق { مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم } - ذكر الجهتين يغني عن الجهات كلها - لو كوشفوا بوحدة الله من جميع الجوانب والجهات ، ولا يرون غير الله في مظاهره ومجاليه { مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ } معتدلة ، لا من أهل التفريط ، ولا من أهل الإفراط ، يرجى إيمانهم ، وكشفهم { وَ } إن كان { كَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَآءَ مَا يَعْمَلُونَ } [ المائدة : 66 ] أي : ساء عملهم في الإفراط والتفريط عن جادة الاعتدال والتوحيد . { يَـٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ } المبعوث إلى كافة الخلق بالرسالة العامة ، والدعوة إلى توحيد الذات { بَلِّغْ } وأوصل جميع { مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ } لتبيين طريق توحيده الذاتي على جميع من كلف به { وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ } ولم تبلغ ؛ إمهالاً وخوفاً { فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ } التي كلفك سبحانه بتبليغها ، وبالجملة : اعتصم بالله ، وتوكل عليه في أدائها { وَٱللَّهُ } المراقب لجميع أحوالك { يَعْصِمُكَ } ويحفظك { مِنَ } شرور { ٱلنَّاسِ } القاصدين مقتك ومساءتك يكفيك مؤنة شرورهم ، ويكف عك أذاهم بحوله وقوته { إِنَّ ٱللَّهَ } المطلع لضمائر عباده { لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ } [ المائدة : 67 ] القاصدين مقتك ، ولا يوصلهم إلى ما يريدون بك من المضرة والمساءة .