Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 70-72)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
والله { لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } على لسان أنبيائهم ألاَّ تشركوا بالله ، ولا تخاصموا مع أنبيائه ورسوله { وَ } بعدما أخذنا منهم الميثاق { أَرْسَلْنَآ إِلَيْهِمْ رُسُلاً } مبشرين ومنذرين تخاصموا ، وصاروا من خبث بواطنهم { كُلَّمَا جَآءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَىٰ أَنْفُسُهُمْ } وبما لا ترضى به عقولهم { فَرِيقاً كَذَّبُواْ } عندنا ؛ مكابرةً وعناداً { وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ } [ المائدة : 70 ] الأنبياء ؛ ظلماً وعتواً . { وَ } هم من غاية عمههم وانهماكهم في الإعراض عن الحق { حَسِبُوۤاْ } وظنوا { أَلاَّ تَكُونَ } وتدور عليهم { فِتْنَةٌ } مصيبة وبلاء بواسطة التكذيب والقتل { فَعَمُواْ } عن أمارات الدين ، وعلامات اليقين { وَصَمُّواْ } عن استماع دلائل التوحيد والعرفان { ثُمَّ } بعدما تنبهوا تابوا مخلصين { تَابَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ } عفا عنهم وقَبِل توبتهم ، ثم بعدما تابوا { ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ } كرةً أخرى ؛ لخباثتهم الجبلية { وَٱللَّهُ } المطلع لجميع حالاتهم { بَصِيرٌ } خبير { بِمَا يَعْمَلُونَ } [ المائدة : 71 ] بمقتضى أهويتهم الباطلة يجازيهم على مقتضى علمه وخبرته . { لَقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ } من غاية جهلهم بقدر الله وما يليق بجانبه : { إِنَّ ٱللَّهَ } المتجلي على عروش الذرائر الكائنة شهادة وغيباً { هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ } أي : متحد به محصور عليه ؛ إفراطاً وعلواً { وَقَالَ ٱلْمَسِيحُ } لهم حين سمع منهم ما قالوا : { يَابَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } التائهين بتيه الجهل والإفراط { ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } المنزه عن الحصر والحلول والاتحاد بل هو { رَبِّي } رباني بأنواع اللطف والكرم . { وَرَبَّكُمْ } أيضاً بإفاضة العقل الموصل إلى معرفة توحيده ، لا فرق بيني وبينكم في العبودية والربوبية ، لا تشركوا معه ، ولا تحصروه فيّ { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ } المنزه عن الشريك مطلقاً غيرَه من مخلوقاته { فَقَدْ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيهِ ٱلْجَنَّةَ } التي هي منزل السعداء الموحدين { وَمَأْوَاهُ ٱلنَّارُ } المعدة للأشقياء الظالمين ، المشركين { وَ } اعلموا أن { مَا لِلظَّالِمِينَ } المفترين على الله ما هو بريء عنه بذاته { مِنْ أَنصَارٍ } [ المائدة : 72 ] ينصرونهم ويشفعون لهم عند أخذ سبحانه وبطشه .