Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 52, Ayat: 1-14)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱلطُّورِ } [ الطور : 1 ] أي : وحق المقدس عن الظهور والبطون ، المنزه عن البروز والكمون . { وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ } [ الطور : 2 ] هو حضرة العلم الإلهي الذي سطر بالقلم . { فِي رَقٍّ مَّنْشُورٍ } [ الطور : 3 ] هو لوح القضاء المحفوظ من التباهي والانقضاء ، المحروس عن مطلق التغير ومطلق الانمحاء . { وَٱلْبَيْتِ ٱلْمَعْمُورِ } [ الطور : 4 ] الإلهي الذي هو قلب العارف المحقق ، المتحقق بقمام الفناء عن الفناء ، وبالبقاء ببقاء العظمة والكبرياء ، المعبر بها عن عالم العمى اللاهوتي الذي هو سواد أعظم الفقر ، وبيت المعمور الأكبر . { وَٱلسَّقْفِ ٱلْمَرْفُوعِ } [ الطور : 5 ] الذي هو سماء الأسمناء والصفات عن مطلق التعدد الأصفياء . { وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ } [ الطور : 6 ] الذي هو مطلق الوجود المحيط بالكل بمقتضى الجود . { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ } يا أكمل الرسل لعصاة عباده { لَوَاقِعٌ } [ الطور : 7 ] نازل لهم في يوم الجزاء . { مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ } [ الطور : 8 ] لأن من قدر على أمثال هذه المقدورات ، واتصف بهذه الأسماء والصفات بالأصالة والاستحقاق ، لا يعارض حكمه ولا يدفع قضاءه . اذكر يا أكمل الرسل للمكذبين المنكرين للحشر والنشر كيف حالهم { يَوْمَ تَمُورُ } تتحرك وتضطرب { ٱلسَّمَآءُ مَوْراً } [ الطور : 9 ] اضطراباً غريباً وتحركاً لا على وجه المعتاد إلى حيث طويت { كَطَيِّ ٱلسِّجِلِّ لِلْكُتُبِ } [ الأنبياء : 104 ] . { وَتَسِيرُ ٱلْجِبَالُ } الرواسى الرواسخ { سَيْراً } [ الطور : 10 ] فتصير الأرض { فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً * لاَّ تَرَىٰ فِيهَا عِوَجاً وَلاۤ أَمْتاً } [ طه : 106 - 107 ] . { فَوَيْلٌ } عظيم وعذاب أليم { يَوْمَئِذٍ } واقع { لِّلْمُكَذِّبِينَ } [ الطور : 11 ] المسرفين المصرين . { ٱلَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ } في الأباطيل الزائغة { يَلْعَبُونَ } [ الطور : 12 ] بآيات الله الدالة على وحدة ذاته وكمال أسمائه وصفاته ، وكذا يحلقهم أيضاً ويل عظيم . { يَوْمَ يُدَعُّونَ } يطرحون ويدفعون { إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا } [ الطور : 13 ] طرحاً على وجه العنف ، مشدودين بالسلاسل والأغلال . فيقال لهم حينئذ تفضيحاً وتوبيخاً : { هَـٰذِهِ ٱلنَّارُ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ } [ الطور : 14 ] وتنكرون الآيات والنذر الواردة في شأنها ، وتنسبونها إلى السحر والكهانة ، وغير ذلك من الخرافات والجزافات .