Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 28-29)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ } بالله على مقتضى دين الرسل الماضين - صلوات الرحمن عليهم وسلامه - المبعوثين ؛ لتبيين طريق توحيد الصفات والأفعال { ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } واحذروا عن بطشه بمخالفة أمره { وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِ } المرسل من عنده بطريق التوحيد الذاتي { يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ } نصيبين { مِن رَّحْمَتِهِ } سبحانه ، نصيباً عظيماً لإيمانكم بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ونصيباً آخر لإيمانكم لمن قبله من الرسل { وَيَجْعَل لَّكُمْ } سبحانه ببركة إيمانكم بمحمد صلى الله عليه وسلم { نُوراً } مقتبساً من مشكاة النبوة والرسالة ، المخصوص بالحضرة الختمية المحمدية { تَمْشُونَ بِهِ } بذلك النور إلى المحشر { وَيَغْفِرْ لَكُمْ } سبحانه ببركته ذنوبكم { وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ الحديد : 28 ] لذنوب عباده ، يرحمهم ويقبل منهم توبتهم إن أخلصوا فيها . وإنما يفعل بهم سبحانه ما يفعل من الكرامات المتضاعفة { لِّئَلاَّ يَعْلَمَ } أي : ليعلم يقيناً { أَهْلُ ٱلْكِتَابِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ } ولا يستطيعون { عَلَىٰ شَيْءٍ مِّن فَضْلِ ٱللَّهِ } وثوابه ، بأن يجلبوه بإيمانهم وأعمالهم لو لم يرد سبحانه إتيانه إياهم تفضلاً وإحساناً { وَ } يعلمون أيضاً يقيناً { أَنَّ ٱلْفَضْلَ } المطلق والإنعام والإحسان الكامل { بِيَدِ ٱللَّهِ } وفي قبضة قدرته ، وتحت حكمه وحكمته { يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ } من عباده إرادةً واختياراً { وَٱللَّهُ } المتعزز برداء العظمة والكبرياء { ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ } [ الحديد : 29 ] والطول العميم ، والكرم الجسيم على أرباب العناية من عباده . جعلنا الله من تفضل علينا بمقتضى كرمه وجوده . خاتمة السورة عليك أيها المحمدي المترقب للفضل الإلهي وسعة لطفه وجوده أن تلازم على أداء ما افترض عليك من الطاعات والعبادات ، وتداوم على الاتصاف بالآداب السنية والأخلاق المرضية المقتبسة من كتاب الله المنزل من عنده ؛ لإرشاد منهج الرشاد وعموم السعادات ، ومن سنن سيد السادات ، وسند أرباب الولاية والكرامات ، وتقتفي بآثار السلف المجتازين في مضمار المعارف والمكاشفات المشاهدات ، وإياك إياك الالتفات إلى مزخرفات الدنيا وما فيها من اللذات والشهوات العائقة عن التوجه إلى المولى والوصول إلى سدرة المنتهى { وَأَنَّ ٱلْفَضْلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ } [ الحديد : 29 ] .