Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 128-129)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَ } أذكر يا أكمل الرسل { يَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً } أي : جميع ما يتأتى منه الأطاعة ويتوجه إليه التكليف من الثقلين قابلين عليهم منادين لهم : { يَٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ } أي : الشياطين { قَدِ ٱسْتَكْثَرْتُمْ } أي : استتبعتم بأن أضللتم وأغويتم كثيراً { مِّنَ ٱلإِنْسِ } بإيقاعهم إلى المعاصي والمهالك والخروج عن مقتضى أوامرنا نواهينا ، وإغرائهم إلى مستلذات نفوسهم ومتقضيات شهواتهم { وَ } بعدما سمع الإنس هذا النداء { قَالَ أَوْلِيَآؤُهُم } أي : أولياء الجن ومتابعهم { مِّنَ ٱلإِنْسِ } متذللين متحسرين : { رَبَّنَا } يا من ربانا بأنواع اللطف والكرم فكفرناك بمتابعة هؤلاء الغواة فإن ظهر الحق واضمحل الباطل نحن نقر بما جرى بيننا وبينهم { ٱسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ } منهم بإغوائهم وإغرائهم إلى خلاف ما أمرتنا عليه بألسنة رسلك ، وبعضهم استمتع ببعضنا بالموالاة والمتابعة { وَبَلَغْنَآ } الآن { أَجَلَنَا ٱلَّذِيۤ أَجَّلْتَ لَنَا } على ألسنة رسلك فالآن جئناك خائبين خاسرين { قَالَ } سبحانه من وراء سرادقات العز والجلال : الآن انقرض دار الابتلاء ومضى زمان الاهتداء { ٱلنَّارُ مَثْوَٰكُمْ } جميعاً ؛ أي : تابعيكم ومتبوعيكم مؤبداً { خَٰلِدِينَ فِيهَآ } أبداً { إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } وقتاً ينقذهم منها ؛ لئلا يتعودوا بعذابها { إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ } متقن في أفعاله { عَليمٌ } [ الأنعام : 128 ] بمقدار جزاء العصاة . { وَكَذٰلِكَ } أي : مثل قول أولياء الإنس والجن { نُوَلِّي بَعْضَ ٱلظَّٰلِمِينَ } من الإنس { بَعْضاً } منه ليفتضحوا { بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } [ الأنعام : 129 ] من المظاهر بتغرير بعضهم بعضاً .