Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 152-153)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَ } من جملة المحرمات التي حرمها الحق عليكم : أن { لاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ } ولا تتصرفوا { إِلاَّ بِ } التصرفات { ٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } لليتيم وأحفظ لغبطته من تنمية ماله وحفظه { حَتَّىٰ يَبْلُغَ } اليتيم { أَشُدَّهُ } أي : يسمع من التصرفات الشرعية شرعاً ، وحينئذ يسلم إليه بعد تجربته واختباره ، { وَ } من جملتها أيضاً : ألا تنقصوا وتخسروا في الكيل والوزن بل { أَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَٱلْمِيزَانَ بِٱلْقِسْطِ } أي : بالعدل ولا تنقصوا منهما ، وإن كان إبقاؤهما في غاية الصعوبة والعسر ، فعليكم أن تبذلوا وسعكم وطاقتمك في تعديلها وإيفائهما مهما أمكن لكم ، وما ليس في وسعكم { لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } معفو عنكم ، { وَ } من جملتها : ألا تميلوا في الأحكام { إِذَا قُلْتُمْ } وحكمتم حال كونكم حاكمين بين الخصمين { فَٱعْدِلُواْ } في الحكومة { وَلَوْ كَانَ } المحكوم عليه أو له { ذَا قُرْبَىٰ } من حميمكم وذوي قرابتكم ، وعليكم أيها الحكام ألا تتجاوزوا في الأحكام عما حكم الله به بل { وَبِعَهْدِ ٱللَّهِ } الحكيم العليم { أَوْفُواْ } وبمقتضى حكمه وحكمه وفوا { ذٰلِكُمْ } المذكور مما { وَصَّـٰكُمْ } الله { بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } [ الأنعام : 152 ] رجاء أن تتذكروا وتتعظوا به أيها المتواجهون إلى توحيده . { وَ } اعلموا أيها المائلون نحو توحيدي { أَنَّ هَـٰذَا } أي : المذكور في هذه السورة من الأوامر والنواهي والمحرمات والمحللات والأحكام والإشارات والآداب المعاملات { صِرَاطِي } الموصل إلى توحيدي { مُسْتَقِيماً } سوياً بلا ميل واعوجاج { فَٱتَّبِعُوهُ } حتى تفوزوا إليه { وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ } المتفرقة والطرق المختلفة { فَتَفَرَّقَ بِكُمْ } وتضلكم { عَن سَبِيلِهِ } أي : سبيل توحيده الذاتي { ذٰلِكُمْ } أي : اتباع طرق التوحيد مما { وَصَّاكُمْ } الله { بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [ الأنعام : 153 ] رجاء أن تحذروا بسببه عن سبيل الأهوية الفاسدة والآراء الباطلة المضلة عن طريق الحق وتوحيده .