Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 154-157)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ثُمَّ } اعملوا أنا { آتَيْنَا } من مقام جودنا { مُوسَى ٱلْكِتَابَ } تماماً ؛ أي : التوراة المبين لطريق الحق { تَمَاماً عَلَى } الوجه { ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ } بيانه وتوضيحه { وَ } بينَّا فيه أيضاً { تَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ } من الكوائن والفواسد المتعلقة بعالم الفواسد المتعلقة بعالم الملك والشهادة { وَهُدًى } من المعارف والحقائق المتعلقة بعالم الملكوت والغيب { وَرَحْمَةً } من المكاشفات والمشاهدات المسقطة للإضافات مطلقاً المغنية لنفوس الغير والسوى رأساً { لَّعَلَّهُمْ بِلِقَآءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ } [ الأنعام : 154 ] رجاء أن يتحققوا بمرتبة اليقين العلمي ثم العيني ثم الحقي . { وَهَـٰذَا } أي : القرآن { كِتَٰبٌ أَنزَلْنَـٰهُ } تتميماً لمقاصد الكتب السالفة ، وترويجاً لحكمه وأحكامه { مُبَارَكٌ } كثير الخير والنفع لمن آمن به وصدقه { فَٱتَّبِعُوهُ } أيها المتوجهون نحو التوحه الذاتي ، وامتثلوا جميع أوامره ، واجتنبوا عن جميع نواهيه { وَٱتَّقُواْ } عن تكذيبه والقدح يه وفيمن أنزل إليه { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [ الأنعام : 155 ] تكتشفون وتفوزون به إلى فضاء التوحيد . وإنما أنزلنا القرآن بعد التوراة والإنجيل ، وإن كان أكثر أحكام الكتب الإلهية مشتركة كراهة { أَن تَقُولُوۤاْ } أيها المؤمنون { إِنَّمَآ أُنزِلَ ٱلْكِتَابُ عَلَىٰ طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا } أي : اليهود والنصارى ، وعلى لسانهم ولغتهم فلا تقبلون الأحكام الإلهية معللين قائلين : { وَإِن } أي : { كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ } قراءتهم وتعلمهم لعدم علمنا بوضع لغتهم { لَغَافِلِينَ } [ الأنعام : 156 ] . { أَوْ } أن { تَقُولُواْ } متحسرين متمنين : { لَوْ أَنَّآ أُنزِلَ عَلَيْنَا ٱلْكِتَابُ } كما أنزل عليهم { لَكُنَّآ أَهْدَىٰ مِنْهُمْ } لحدة أذهاننا وصفاء صدرونا ، ومتى علم واطلع سبحانه من استعداداتكم هذا { فَقَدْ جَآءَكُمْ } من عنده لإهدائكم وإيصالكم إلى مقر توحيده { بَيِّنَةٌ } واضحة { مِّن رَّبِّكُمْ } الذي رباكم بإضافة استعدادات التوحيد وقابلياته ، دالة عليه ، مبينة له كاشفة إياه بالنسبة إلى المحجوبين من ذوي العلوم اليقينية { وَهُدًى } يرشدهم إلى مرتبة اليقين العيني { وَرَحْمَةٌ } لكم تستر هويتكم عن عيون بصائركم ويغنيكم في هوية الحق . وبالجملة : لو امتثلتم بمقتضاه لصار علمكم عيناً وعينكم حقاً { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } بعدما سمع أوصافها وفرائدها من الله { وَصَدَفَ } صد وأعرض { عَنْهَا } عناداً واستكباراً ، والله { سَنَجْزِي } باسمنا المنتقم { ٱلَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا } إباء وتكذيباً { سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ } أي : عذاباً يسوءهم ويشتد عليهم { بِمَا كَانُواْ } أي : بشؤوم ما كانوا { يَصْدِفُونَ } [ الأنعام : 157 ] عنها ، ويستنكفون عن قبولها عتواً وعناداً بلا حجة قطعية بل طنية أيضاً .