Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 158-160)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ هَلْ يَنظُرُونَ } أي : ما ينتظرون ويسوفون أمر الإيمان { إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ } أي : ملائكة العذاب كما أتوا الأمم الماضية فتلجئهم إلأيه { أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ } أي : يطلبون إيتان ربك عناداً كما طلب اليهود حين قالوا : { أَرِنَا ٱللَّهَ جَهْرَةً } [ النساء : 153 ] { أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ } الدالة على انقضاء النشأة الأولى المسمى بأشراط الساعة ، وبالجملة : { يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا } لكونها ملجئة إليه حين اضطرارها ، ولا عبرة للإيمان حين البأس والإلجاء ؛ إذ الإيمان تعبدي برهاني اختياري { لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ } أي : نفساً لم تكن آمنت قبل ظهور المجلئ { أَوْ } لم تكن { كَسَبَتْ } وإن آمنت { فِيۤ إِيمَٰنِهَا خَيْراً } مقبولاً عند الله { قُلِ } للمنتظرين استهزاءاً : { ٱنتَظِرُوۤاْ } إلى ما تخيلتم وتوهمتم { إِنَّا مُنتَظِرُونَ } [ الأنعام : 158 ] أيضاً إلى حلول الوقت المعلوم ونزول العذاب فيه عليكم بكفركم وشرككم . ثم قال سبحانه : { إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ } الذي يوصلهم إلى التوحيد الإلهي بلا منازعة ومخالفة { وَكَانُواْ شِيَعاً } أي : صاروا فرقاً مختلفة متحزبة متعصبة ما قال صلى الله عليه وسلم : " افترقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة وهي الناجية ، وافترقت النصارى إلى اثنين واسبعين فرقة كلها في الهاوية إلى واحدة وهي الناجية ، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلى واحدة " . { لَّسْتَ } يا أكمل الرسل { مِنْهُمْ } أي : من شأنهم وإصلاحهم { فِي شَيْءٍ } بل { إِنَّمَآ أَمْرُهُمْ إِلَى ٱللَّهِ } حين عركضوا وحشروا نحوه { ثُمَّ يُنَبِّئُهُم } ويخبرهم { بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } [ الأنعام : 159 ] في النشأة الأولى التي هي دار الابتلاء . وبالجملة : { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ } فيها { فَلَهُ } على مقتضى الفضل الإلهي { عَشْرُ أَمْثَالِهَا } امتناناً عليه وجزاء له { وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ } فيها { فَلاَ يُجْزَىۤ إِلاَّ مِثْلَهَا } على مقتضى العدل الإلهي { وَهُمْ } في جزاء السيئة { لاَ يُظْلَمُونَ } [ الأنعام : 160 ] بالزيادة ؛ إذ لا ظلم في ذلك اليوم .