Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 40-44)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْ } لهم يا أكمل الرسل إمحاضاً للنصح : { أَرَءَيْتَكُمْ } أي : أخبروني صريحاً { إِنْ أَتَـٰكُمْ عَذَابُ ٱللَّهِ } في يوم الجزاء { أَوْ أَتَتْكُمُ ٱلسَّاعَةُ } التي تحشرون فيها إلى الله تعالى هائمين حائرين { أَغَيْرَ ٱللَّهِ } المنقذ من العذاب ، والمنجي من الحيرة والهيما { تَدْعُونَ } أم تدعونه تضرعاً وتلجئون نحوه استعاذة ؟ بينوا إليَّ أمركم في حالة اضطراركم { إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } [ الأنعام : 40 ] في الأقوال والأخبار . { بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ } إذ لا ملجأ ولا ملاذ حينئذ إلا هو { فَيَكْشِفُ } عنكم { مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ } من الضرر والبلاء { إِنْ شَآءَ } أي : إن تعلقت مشيئته وإرادته { وَتَنسَوْنَ } حينئذ { مَا تُشْرِكُونَ } [ الأنعام : 41 ] له من الأظلال الباطلة والتماثيل العاطلة ، وقل لهم أيضاً : إذ سمعتم مآل أمركم وعاقبة حالكم وشأنكم ، فتضرعوا إلى الله في جميع أحوالكم ، والتجئوا نحوه ، ومع ذلك لم يقبلوا منك قولك ونصحك البتة لخبث باطنهم . { وَ } اعلم أنَّا { لَقَدْ أَرْسَلنَآ } رسلاً من مقام جودنا ولطفنا { إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ } وأيدناههم بآيات ظاهرة ومعجزات باهرة فكذبوهم { فَأَخَذْنَٰهُمْ بِٱلْبَأْسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ } [ الأنعام : 42 ] رجاء أن يتضروعوا إلينا ويتلجئوا نحونا فلم يتضرعوا ولم يلتجئوا . { فَلَوْلاۤ } هلا { إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ } وما هي من عدم تأثرهم في البأساء والضراء بل يتأثرون منها ويزعجون { وَلَـٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ } أي : حبب وحسن { لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ مَا كَانُواّ يَعْمَلُونَ } [ الأنعام : 43 ] من عدم المبالاة بآيات الله ، وتكذيب رسله ، والإعراض عن دينه . { فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ } من البأساء والضراء ولم يتعظوا بها { فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ } ابتلاء وفتنة { أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ } نافع وخير وأمهلناهم عليها { حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُواْ } أعجبوا { بِمَآ أُوتُوۤاْ } مترفهين متنعمين بطرين مغرورين بالنعم ناسين المنعم بالمرة { أَخَذْنَاهُمْ } بانواع البلاء { بَغْتَةً } فجأة { فَإِذَا هُمْ مُّبْلِسُونَ } [ الأنعام : 44 ] متحسرون آيسون خائبون محرومون .