Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 45-48)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَقُطِعَ } واستؤصل { دَابِرُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } بحيث لم يبقَ من خلفهم من استخلفهم واستدبرهم { وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [ الأنعام : 45 ] على هلاكهم واستئصالهم إلى حيث لم يبقَ من شؤمهم على وجه الأرض . { قُلْ } يا أكمل الرسل أيضاً للنصح لعلهم ينتهون : { أَرَأَيْتُمْ } أخبروني { إِنْ أَخَذَ ٱللَّهُ سَمْعَكُمْ } فأصمكم { وَأَبْصَارَكُمْ } فأعماكم { وَخَتَمَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ } بغطاء الغفلة فلا تحسوا ولا تعلموا ولا تفهموا أصلاً { مَّنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ } الواحد الأحد القادر المتقدر { يَأْتِيكُمْ } ويرجعكم { بِهِ } أي : بالمأخوذ { ٱنْظُرْ } أيها الرائي { كَيْفَ نُصَرِّفُ } نكرر لهم { ٱلآيَاتِ } لينتبهوا تارة عقلاً ، وتارة تذكيراً وعظة ، وتارة عبرة واعتباراً { ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ } [ الأنعام : 46 ] أي : ثم انظر كيف يعرضون عن جميعها من قساوة قلوبهم وخبث طينتهم . { قُلْ } لهم أيضاً : { أَرَءَيْتَكُمْ إِنْ أَتَـٰكُمْ عَذَابُ ٱللَّهِ بَغْتَةً } فجأة بلا سبق مقدمة وأمارة { أَوْ جَهْرَةً } مع سبق المقدمات والأمارات { هَلْ يُهْلَكُ } أي : من سنته سبحانه ما يهلك بأمثال هذه العاذب الفجائي أو الجهري { إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلظَّٰلِمُونَ } [ الأنعام : 47 ] الخارجون عن مقتضى أوامر الله ونواهيه الجارية على ألسنة الرسل المؤدين من عنده . { وَ } كيف لا نهلك الظالمين ولا نعذبهم ؛ إذ { مَا نُرْسِلُ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ } لمن آمن بنا وامتثل بأوارمنا واجتنب عن نواهينا { وَمُنذِرِينَ } لمن يؤمن ولم يمتثل ولم يجتنب { فَمَنْ ءَامَنَ } منهم بعدما سمع الدعوة من ألسنة الرسل { وَأَصْلَحَ } بالإيمان والتوبة ما أفسد من قبل { فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } حين وصولهم إلينا { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } [ الأنعام : 48 ] من سوء المنقلب والمآب .