Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 60-62)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَ } كيف يخرج عن حيطة علمه شيء من الكائنات والفاسدات ؛ ذ { هُوَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّٰكُم } أي : يغيب استعداداتكم { بِٱلَّيلِ } أي : في مقر البطون والغيب { وَ } في تلك المرتبة { يَعْلَمُ } بعلمه الحضوري { مَا جَرَحْتُم } أي شيء كسبتم واكتسبتم باستعداداتكم { بِٱلنَّهَارِ } أي : في قضاء الظهور والشهادة من المعارف والحقائق المقتضية للظهور والإظهار لو ظهرتم فيه { ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ } ويظهركم { فِيهِ } أي : في فضاء الظهور والشهادة { لِيُقْضَىٰ أَجَلٌ مُّسَمًّى } عنده لاكتسابكم ما في استعدادكم { ثُمَّ } بعد انقطاع الأجل المسمى { إِلَيْهِ } لا إلى غيره { مَرْجِعُكُمْ } رجوع الظل إلى ذير الظل { ثُمَّ } بعدما رجعتم إليه { يُنَبِّئُكُم } يخبركم ويحاسبكم { بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [ الأنعام : 60 ] وتكسبون في نشأة ظهوركم وشهادتكم من الأعمال الصالحة للقبول ، والفاسدة الموجبة للرد : { وَ } عليكم أيها الأطفال الهالكة ألا تغفلوا عن مقتضيات توحيد الله ، ولا تخرجوا عن امتثال أحكامه الجارية على ألسنة رسله ؛ إذ { هُوَ ٱلْقَاهِرُ } القادر الغالب { فَوْقَ عِبَادِهِ } الرقيب المحافظ لهم يحفظهم عما لا يعنيهم { وَ } من حفظه أنه { يُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً } من الملائكة يكتبون ويحصرون ما صدر عنكم { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ } أي : الوقت الذي قدره الله لانقضاء الأجل المسمى { تَوَفَّتْهُ } أي : وفى عليه حسابه { رُسُلُنَا } أي : الموكلون عليكم { وَهُمْ } أي : الرسل { لاَ يُفَرِّطُونَ } [ الأنعام : 61 ] ولا يفرطون أصلاً فيما صدر عنكم . { ثُمَّ } بعدما وفى الرسل حسابكم { رُدُّوۤاْ } للجزاء { إِلَىٰ ٱللَّهِ } الذي هو { مَوْلاَهُمُ ٱلْحَقِّ } العدل القائم بالقسط ، العالم بجميع أحوال عباده ؛ ليجازي كلاً على مقتضى علمه وخبرته { أَلاَ لَهُ ٱلْحُكْمُ } والأمر والجزاء { وَهُوَ أَسْرَعُ ٱلْحَاسِبِينَ } [ الأنعام : 62 ] ؛ إذ لا يغيب عن حفظه شيء من أعمالهم .