Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 57-59)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْ إِنِّي عَلَىٰ بَيِّنَةٍ } واضحة { مِّن } معرفة { رَّبِّي } وتوحيده { وَكَذَّبْتُم بِهِ } وبتوحيده ، وأشركتم له غيره واستوجبتم العقوبة العظيمة يشرككم ، ومع ذلك استهزأتم باستعجال العذاب { مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ } من العذاب والنكال { إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ } أي : ما الحكم إلا له باستعجال العذاب { يَقُصُّ ٱلْحَقَّ } أي : يقضي فيه ويدمغ الباطل { وَهُوَ خَيْرُ ٱلْفَٰصِلِينَ } [ الأنعام : 57 ] الحاكمين في الوقائع . { قُل لَّوْ أَنَّ عِندِي } وتحت قدرتي ومكنتي { مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ } من نزول العذاب والعقاب { لَقُضِيَ ٱلأَمْرُ } أي : لأهلككم بالمرة وارتفع النزاع { بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ } ولكن ليس لي هذه القدرة والمكنة { وَٱللَّهُ } المطلع لسرائر عباده { أَعْلَمُ بِٱلظَّالِمِينَ } [ الأنعام : 58 ] المستوجين للعذاب والنكال بأخذهم بظلمهم تعقلت إرادته . { وَعِندَهُ } وتحت قدرته وإرادته { مَفَاتِحُ ٱلْغَيْبِ } ومقاليد السرائر والخفيات { لاَ يَعْلَمُهَآ } وأوقات ظهروها من الغيب إلى الشهادة { إِلاَّ هُوَ } إذ هو المحيط بجميع ما كان ويكون ، لا يعرب عن علمه شيء ، ثم لما كانت الأفهام قاصرة عن إدراك الغيب تنزل عن تلك المرتبة إلى ما هو أقرب إلى الأفهام فقال : { وَيَعْلَمُ } بعلمه الحضوري جميع { مَا فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ } من الكائنات والفاسدات ، وتنزل منها أيضاً فقال : { وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ } من أغصان الشجر { إِلاَّ يَعْلَمُهَا } كيف ينزل ، ومن أين ينزل ، وإلى أين { وَلاَ حَبَّةٍ } ساقطة { فِي ظُلُمَٰتِ ٱلأَرْضِ } أي : كموناتها ويروزاتها إلى أن تصل إلى مرتبتها الأصلية التي كانت عليها قبل سقوطها { وَ } بالجملة : { لاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ } من الكوائن والفواسد { إِلاَّ فِي كِتَٰبٍ مُّبِينٍ } [ الأنعام : 59 ] هو علمه الحضوري المتحد بعينه وذاته الظاهرة في نفسه المظهرة لنفسه ؛ إذ لا هو إلا هو ، ولا شيء سواه .