Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 86-90)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَ } أيضاً هدينا من ذرية إبراهيم { إِسْمَاعِيلَ وَٱلْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ } من هؤلاء المذكورين { فَضَّلْنَا } بالنبوة والحكمة { عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } [ الأنعام : 86 ] أي : على الناس الموجودين في زمانهم . { وَ } كذلك { مِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ } ممن لم يبلغ مرتبة النبوة والحكمة فضلنا عليهم بأنواع النعم { وَٱجْتَبَيْنَاهُمْ } وانتخبناهم من بين الناس { وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [ الأنعام : 87 ] موصل إلى توحيدنا . { ذٰلِكَ } أي : سبب تقرب هؤلاء الكرام { هُدَى ٱللَّهِ } أي : هدايته وعنايته تفضلاً عليهم وامتناناً { يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ } إرادة واختياراً { وَلَوْ أَشْرَكُواْ } بالله ، هؤلاء المهديون بأن أثبتوا الوجود لغيره { لَحَبِطَ } واضمحل وضاع { عَنْهُمْ } ثواب { مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [ الأنعام : 88 ] من الخيرات والمبرات ، وكانوا في حبوط الأعمال كسائر المشركين ، نعتصم بك من إنزال قهرك يا ذا القوة المتين . { أُوْلَـٰئِكَ } السعداء الأمناء { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ } الجامع المبين لهم طريق تهذيب الظاهر والباطن { وَٱلْحُكْمَ } الفارق بين الحق والباطل في والوقائع على مقتضى الحكمة الإلهية { وَٱلنُّبُوَّةَ } والرسالة المقتضية لأهداء التائهين في بيدان الغفلة والضلال إل طريق التوحيد { فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـٰؤُلاۤءِ } المضلون من طريق الحق يعني قريشاً { فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا } وبمراعاتها { قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ } [ الأنعام : 89 ] من أهل العناية والتوفيق . { أُوْلَـٰئِكَ } المذكورون من الأنبياء هم { ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ } إياهم إلى توحيده تفضلاً عليهم { فَبِهُدَاهُمُ ٱقْتَدِهْ } إذ مقصد أهل التوحيد واحد ، وإن كانت الطريق مختلفة متفاوتة { قُل } يا أكمل الرسل لمن بعثت إليهم كلاماً صادراً عن محض الحكمة إشفاقاً لهم : { لاَّ أَسْأَلُكُمْ } ولا أطمع منكم { عَلَيْهِ } أي : على تبيين طريق التوحيد وتبليغ أمر الحق ونواهيه { أَجْراً } جعلاً { إِنْ هُوَ } أي : ما الغرض من التبيين والتبليغ { إِلاَّ ذِكْرَىٰ } وموعظة { لِلْعَالَمِينَ } [ الأنعام : 90 ] كي ينتبهوا على مبدئهم ومعادهم وما جبلوا أو خلقوا لأجله .