Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 61, Ayat: 10-13)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثمَّ قال سبحاه بعدما أشار إلى ظهور دين الإسلام ، وإعلاء كلمة التوحيد حثاً على المؤمنين ، وترغيباً لهم إلى ترويج الدين القويم الذي هو الصراط المستقيم ، الموصل إلى مرتبة حق اليقين : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ هَلْ أَدُلُّكمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } [ الصف : 10 ] كأنه قيل : ما التجارة المنقذة المنجية ؟ . قال سبحانه : { تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } لترويج دينه ، وإعلاء كلمة توحيده { بِأَمْوَالِكُمْ } ببذلها في الخطوب { وَأَنفُسِكُمْ } بالاقتحام على الحروب { ذَلِكُمْ } الذي ذُكر من الإيمان والجهاد { خَيْرٌ لَّكُمْ } ونفعه عائد إليكم { إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } [ الصف : 11 ] ما هو أصلح لكم ، وأنفع في نشأتكم الأولى والأخرى . وإن تؤمنوا بالله ، وتصدقوا رسوله ، وتجاهدوا في سبيله { يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } التي أتيتم بها قبل ذلك { وَ } بعدما نغفر ذنوبكم { يُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ } منتزهات العلم والعين والحق { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } أي : أنهار المعارف والحقائق المترشحة من بحر الحياة التي هي حضرة العلم الإلهي { وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً } من الحالات والمقامات السنيَّة ، والدرجات العليَّة { فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ } التي هي المعرفة واليقين مصونة عن شوب الشرك ، وريب الحسبان والتخمين { ذَلِكَ } الستر والإدخال هو { ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } [ الصف : 12 ] والفضل الكريم على أرباب المعرفة واليقين من الله العزيز العليم . { وَ } لكم أيها المعتبرون المجاهدون عنده سبحانه نعمة { أُخْرَىٰ } من النعم التي { تُحِبُّونَهَا } وهي { نَصْرٌ } نازل { مِّن ٱللَّهِ } العزيز الحكيم عليكم ، إلى حيث يغلبكم على عموم أعدائكم { وَفَتْحٌ قَرِيبٌ } في العاجل { وَ } بالجملة : { بَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [ الصف : 13 ] المجاهدين يا أكمل الرسل بأنواع البشارات الدنيوية والأخروية .