Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 28-31)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذَا فَعَلُواْ } أي : هؤلاء الكافرون بوسوسة الشياطين { فَاحِشَةً } فعله ذميمة قبيحة متناهية في القبح { قَالُواْ } في الجواب : { وَجَدْنَا عَلَيْهَآ آبَاءَنَا } وهم يقولون : { وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا } فيما أنزل علينا على لسان نبينا { قُلْ } يا أكمل الرسل { إِنَّ ٱللَّهَ } الهادي لعباده { لاَ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ أَتَقُولُونَ } أيها المفترون { عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } [ الأعراف : 28 ] لياقته بجنابه . { قُلْ أَمَرَ رَبِّي } بمقتضى فضله وعدله على من أمر منه خلص عباده { بِٱلْقِسْطِ } أي : العدل السوي في جميع مأموراته بلا ميل إلى جانبي الإفراط والتفريط { وَ } عليكم أيها المؤمنون أن { أَقِيمُواْ } واستقيموام { وُجُوهَكُمْ } التي بها ميلكم وتوجهاتكم نحو الحق بلا ميل إلى ما سواه { عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ } ومقام تتذللون فيه وتتوجهون نحوه { وَ } بالجملة : { ٱدْعُوهُ } وتوجهوا نحوه حال كونكم مستقيمين فيه { مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ } أي : الطاعة والانقياد بلا شوب الغير والسوى مطلقاً ، واعلموا أيها الأظلال { كَمَا بَدَأَكُمْ } الله أي : أنشأكم وأظهركم من كتم العدم بمد ظله ورش نوره عليكم { تَعُودُونَ } [ الأعراف : 29 ] إليه بقبض الظل وطيه في نشأتكم الأولى . { فَرِيقاً } منكم { هَدَىٰ } بتوفيق الله إلى مبدئه ومعاده { وَفَرِيقاً } ضل وغوى لذلك { حَقَّ } وثبت { عَلَيْهِمُ ٱلضَّلاَلَةُ } في مكمن القضاء ، وكيف لا يحقيهم ويحيط بهم الضلالة { إِنَّهُمُ } من غاية غفلتهم { ٱتَّخَذُوا ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ } آلهة { مِن دُونِ ٱللَّهِ } المتوحد بذاته { وَيَحْسَبُونَ } بسبب هذا الاتخاذ { أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } [ الأعراف : 30 ] إلى طريق النجاة بل ضالون تائهون . { يَابَنِيۤ ءَادَمَ } المجبولين على زي التقوى ولباس السلامة { خُذُواْ زِينَتَكُمْ } التي زينكم الله بها من الحقائق والمعارف والمكاشفات والمشاهدات { عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ } ومقام تميلون فيه نحو الحق وجوهكم التي يلي الحق { و } لا تهملوا أمر مراكبكم التي هي نفوسكم وهوياتكم ؛ لئلا تبطلوا صنع الله ولا تخربوا بيته ، بل { كُلُواْ } مقدار سد الجوعة { وَٱشْرَبُواْ } قدر دفع العطشة { وَلاَ تُسْرِفُوۤاْ } فيهما إلى حيث يؤدي إلى تقوية القوى البهيمية { إِنَّهُ } سبحانه { لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ } [ الأعراف : 31 ] ولا يرضى عن فعلهم لإخلائهم بإسراف الأكل والشرب على الميل الذي جبلوا لأجله ؛ إذ الشبع يميت القلب وينقص الغريزة الإنسانية ، ويزيد القوى البهيمية .