Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 87-89)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ بِٱلَّذِيۤ أُرْسِلْتُ بِهِ } من العدالة الصورية والمعنوية { وَطَآئِفَةٌ لَّمْ يْؤْمِنُواْ } عناداً واستكباراً { فَٱصْبِرُواْ } وانتظروا { حَتَّىٰ يَحْكُمَ ٱللَّهُ } يمقتضى عدله { بَيْنَنَا } أي : بين الفريقين بالنصر على من آمن والقهر على من كفر واستكبر { وَهُوَ } سبحانه في ذاته { خَيْرُ ٱلْحَاكِمِينَ } [ الأعراف : 87 ] يحكم بمقتضى حكمته المتقنة المتفرعة على العدالة الحقيقية . وبعدما سمعوا منه ما سمعوا { قَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ } على وجه المبالغة والتأكيد وعدم المبالاة : { لَنُخْرِجَنَّكَ } البتة { يٰشُعَيْبُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ } وصدقوا قولك { مِن قَرْيَتِنَآ } كرهاً وإجلاً { أَوْ لَتَعُودُنَّ } أنت ومن معك { فِي مِلَّتِنَا } التي كنتم عليها من قبل { قَالَ } عليه لسلام مستبعداً مستنكراً : { أَوَلَوْ كُنَّا } في الأيام السالفة أيضاً { كَارِهِينَ } [ الأعراف : 88 ] منكرين ملتكم التي أنتم عليها ، فتعيدوننا إليها ، وكيف نعود ؟ ! { قَدِ ٱفْتَرَيْنَا } البتة { عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا } وصرنا { فِي مِلَّتِكُمْ } سيما { بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا ٱللَّهُ } المنجي لعباده عن ظلمة الكفر { مِنْهَا } وألهمنا بطلان ما أنتم عليه { وَ } بالجملة : { مَا يَكُونُ } يجوز ويصح { لَنَآ أَن نَّعُودَ } ونرجع { فِيهَآ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ } عودنا ومصيرنا إليه ؛ إذ هو { رَبُّنَا } يربينا بلطفه بما هو خير لنا ، وإن كان فيها خيراً بعيدنا إليها ؛ إذ { وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً } تحققاً وحضوراً لذلك { عَلَى ٱللَّهِ } لا على غيره من الأسباب { تَوَكَّلْنَا } في جميع ما جرى علينا ، واتخذناه ، وكيلاً لجميع أمورنا { رَبَّنَا } يا من ربانا بأنواع اللطف والكرم { ٱفْتَحْ } واقض على ما جرى عليه حكمك وقضاؤك { بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِٱلْحَقِّ } المطابق للواقع والموافق لما ثبت في لوح القضاء { وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْفَاتِحِينَ } [ الأعراف : 89 ] الحاكمين بين ذوي الخصومات .