Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 70, Ayat: 19-30)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وبالجملة : { إِنَّ ٱلإِنسَانَ } المجبول على الكفران والنسيان { خُلِقَ هَلُوعاً } [ المعارج : 19 ] شديد الحرص ، قليل الصبر ، طويل الأمل . بحيث { إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ } أي : الضر والسوء صار { جَزُوعاً } [ المعارج : 20 ] يكثر الجزع ، ويلح في كشف الأذى . { وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ } أي : الفرح والسرور ، والسعة والحضور صار { مَنُوعاً } [ المعارج : 21 ] يبالغ في البخل الإمساك . وهؤلاء كلهم هلكى في تيه الحرص والأمل ، وقلة التصبر على البلوى ، وكمال التكبر عند السراء { إِلاَّ ٱلْمُصَلِّينَ } [ المعارج : 22 ] المائلين المتوجيهن إلى الله في عموم الأحوال بمقتضى الرضا والتسليم ، قانعين بما وصل إليهم من الإحسان والتكريم ، صابرين على ما أصابهم من العليم ، منفقين في سبيل الله مما استخلفهم عليه من الرزق الصوري والمعنوي طلباً لمرضاة الله ، وهرباً عن مساخطه . { ٱلَّذِينَ هُمْ } من كمال تحننهم وشوقهم إلى الله { عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ } وميلهم نحوه { دَآئِمُونَ } [ المعارج : 23 ] ملازمون بحيث لا تلهيهم تجارةً ولا بيع عن ذكر الله . { وَٱلَّذِينَ فِيۤ أَمْوَٰلِهِمْ } المنسوبة إليهم ، المسوقة لهم { حَقٌّ مَّعْلُومٌ } [ المعارج : 24 ] كالزكاة والصدقات المؤقتة وغير المؤقتة . { لِّلسَّآئِلِ } الذي يسأل ويفشي فقره { وَٱلْمَحْرُومِ } [ المعارج : 25 ] الذي لا يسأل ولا يفشي ، بل من كمال صيانته وتحفظه واستغنائه يُحسب من الأغنياء من كمال التعفف لذلك يحرم . { وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ } ويعتقدون { بِيَوْمِ ٱلدِّينِ } [ المعارج : 26 ] تصديقاً مقارناً بصوالح الأعمال ، ومحاسن الشيم والأخلاق . { وَٱلَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم } عاجلاً وآجلاً { مُّشْفِقُونَ } [ المعارج : 27 ] خائفون وجلون ، وكيف لا يشفقون ؟ ! { إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ } [ المعارج : 28 ] أي : من شأن المؤمن : ألاَّ يأمن من عذاب الله وإن بالغ في طاعته وعبادته على وجه الإخلاص . { وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ } [ المعارج : 29 ] لا يتجاوزون عن الحدود الإلهية . { إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ } من السراري { فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ } [ المعارج : 30 ] عليهن ، إلاَّ أن المؤمن المخلص لو لم يبالغ في إتِّباع الشهوات المباحة أيضاً لكان له خيراً كثيراً ، وأجراً عظيماً .