Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 71, Ayat: 11-20)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً } [ نوح : 11 ] بعدما حبسها زماناً . { وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ } بعدما منعها عنكم بكفركم وشرككم ، وبعد استغفاركم أنزل عليكم مدراراً { وَ } بعد أنزال المدرار { يَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ } بساتين منتزهات { وَيَجْعَل لَّكُمْ } في خلالها { أَنْهَاراً } [ نوح : 12 ] جاريات . { مَّا لَكُمْ } وأيّ شيء عرض عليكم أغفلكم عن الله حيث { لاَ تَرْجُونَ } ولا تأملون { لِلَّهِ } المستحق لأنواع العبودية والتعليم { وَقَاراً } [ نوح : 13 ] توقيراً وتبجيلاً لائقاً لجلاله وجماله ، وحسن فعاله معكم ؟ ! { وَ } الحال أنه { قَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً } [ النوح : 14 ] مختلفة ومترقية في الكمال حيث قدر وجودكم من جمادات العناصر ، ثمَّ ركبكم إلى أن صرتم من أغذية الإنسان ، ثمَّ صيركم أخلاطاً ، ثمَّ نطفاً ، ثمَّ علقاً ، ثمَّ مضغاً ، ثمَّ عظاماً ولحوماً ، ثمَّ أنشأنك خلقاً عجيباً قابلاً للخلافة والنيابة ، ثمَّ بعد ذلك يوصلكم في النشأة الأخرى إلى ما يوصلكم . وبالجملة : فبأي آلاء ربكم تكذبون أيها المكذبون المنكرون ، مع أنه وسع عليكم من زوائد النعم ، وموائد الكرم والإفضال ما لا مزيد عليه من كمال قدرته ، ومتانة حكمته ؟ ! { أَلَمْ تَرَوْاْ } أيها الراءون المعتبرون { كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ } بقدرته الكاملة { سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ طِبَاقاً } [ نوح : 15 ] مطبقات بعضها في جوف بعض إلى حيث ينتهي الكل إلى كرة واحدة وقعت مظهراً للوحدة الذاتية ، وإن كان كل ذرة من ذرائر الكائنات المستقلة في مظهرية الوحدة الذاتية ؟ ! { وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ } أي : في السماوات { نُوراً } مقتبساً من شمس الذات { وَجَعَلَ ٱلشَّمْسَ } المشرقة المنيرة { سِرَاجاً } [ نوح : 16 ] واضحاً ، ودليلاً لائحاً على شروق شمس الذات على مظاهر عموم الذرات المنعكسة منها . { وَ } بالجملة : { ٱللَّهُ } المتعزز برداء العظمة والكبرياء { أَنبَتَكُمْ مِّنَ ٱلأَرْضِ } اليابسة الميتة { نَبَاتاً } [ نوح : 17 ] إنباتاً إبداعياً ؛ أي : أنواعاً وأصنافاً من النبات ، وربَّاكم إلى أن صرتم حيواناً ، ثمَّ إنساناً ، ثمذَ كلفكم من التكاليف الشاقة ؛ لتعززوا بما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ، ولا خطر على قلب بشر . { ثُمَّ } بعد حلول أجلكم المقدر { يُعِيدُكُمْ فِيهَا } مقبورين { وَ } بعد ذلك { يُخْرِجُكُمْ } منها في المحشر { إِخْرَاجاً } [ نوح : 18 ] إعادة في النشأة الأخرى ؛ لتنقيد ما كلفكم عليه في النشأة الأولى ، وترتب الجزاء عليه تتميماً للحكمة المتقنة البالغة ، وتكميلاً لها . { وَٱللَّهُ } القادر المقتدر { جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ بِسَاطاً } [ نوح : 19 ] ممهدة تتقلبون عليها وتترددون . { لِّتَسْلُكُواْ } وتتخذوا { مِنْهَا } حيث شئتم { سُبُلاً فِجَاجاً } [ نوح : 20 ] طرقاً واسعة متسعة ، فبأي آلاء ربكم ونعمائه تنكرون أيها الكافرون ؟ !