Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 31-33)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَ } من مكرنا أياهم أنَّا ختمنا على قلوبهم وسمعهم بختم القساوة والغفلة بحيث { إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا } مع أنهم عارضوا زماناً ، ثمَّ عجزوا مع وفوره دواعيهم ، فلمَّا عجزوا عن إتيان مثله { قَالُواْ } مكابرةً وعناداً : { قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَآءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَـٰذَا إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } [ الأنفال : 31 ] أي : أكاذيبهم التي سطروها في دواوينهم ، لتعزيز السفهاء . { وَ } اذكر يا أكمل الرسل وقت { إِذْ قَالُواْ } من غاية عتوهم وفرط انهماكهم في الغفلة والضلال ، وأصرارهم على تكذيب القرآن والرسول : { ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا } المفترى { هُوَ ٱلْحَقَّ } الثابت النازل { مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا } بسبب تكذيبنا إياه { حِجَارَةً مِّنَ } جانب { ٱلسَّمَآءِ } واستأصلنا بها { أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [ الأنفال : 32 ] مؤلم مفزع ، وما هذا إلا مبالغة في تكذيب القرآن والرسول على سبيل التهكم . { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ } وإن استحقوا أشد العذاب والنكال والهلاك الكلي ؛ بسبب تكذيبك وتكذيب كتابك { وَأَنتَ فِيهِمْ } يعني : ما دامت فيهم وفي ديارهم ومكانهم ، فإن عذبهم الله فقد أصابك مما أصابهم { وَ } إن أمكن تخليصك وإنقاذك حين تعذيبهم { مَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ } وما أراد تعذيبهم واستئصالهم { وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [ الأنفال : 33 ] أي : يتوقع منهم ، من أخلافهم الإيمان والاستغفار في الاستقبال بخلاف الأمم الهالكة من قبلأ .