Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 9-11)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اذكروا أيها المؤمنون فضل الله عليكم ورحمته { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ } حين اقتحم العدو وأنتم عزل قلائل ، وهم متكثرون ذو عدد وعدد { فَٱسْتَجَابَ لَكُمْ } ربكم مغيثاً قالاً لكم على لسان نبيكم : { أَنِّي } بحولي وقوتي { مُمِدُّكُمْ } أي : معينكم ومغنيكم { بِأَلْفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُرْدِفِينَ } [ الأنفال : 9 ] على عددكم ، يضربونهم من ورائهم ، وأنتم من قدامهم . { وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ } أي : إمدادكم أيها المؤمنون بملائكة السماء { إِلاَّ بُشْرَىٰ } لك بفضلكم وكرامتكم عليهم { وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ } في جميع ما وعدكم الله به { وَ } اعلموا أيها المتحققون بمقام التوحيد { مَا ٱلنَّصْرُ } والغلبة والظفر { إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ } القادر المقتدر على كل ما أراد واختار { إِنَّ ٱللَّهَ } المتعزز برداء العظمة والجلال { عَزِيزٌ } غالب على جميع مقدوراته ومراداته { حَكِيمٌ } الأنفال : 10 ] متقن في جميع أحكامه ومأموراته يفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد . اذكروا أيها المؤمنون فضل الله عليكم وامتنانه { إِذْ يُغَشِّيكُمُ } ويغلب عليكم بلطفه { ٱلنُّعَاسَ } أي : النومة ؛ إزالةً لرعبكم حين كنتم في سهر من خوف العدو ؛ لتكون { أَمَنَةً } نازلة { مِّنْهُ } لتستريحوا وتطمئن قلوبكم { وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن ٱلسَّمَآءِ مَآءً } حين كنتم مجنبين بإغواء الشيطان وعدوكم على الماء ، والشيطان يعيركم بجنابتكم ، ويوسوس عليكم بأنكم تدعون الإمامة والولاية ؟ كيف تخرجون غداً تجاه العدو وأنتم مجنبين ودعواكم أن القتال والجهاد من اشرف العبادات ؟ وبأمثال هذه الهذايانات يوقع بينك الفتنة ؛ لتقعدوا عن القتال ، وأنتم أيضاً مضطربون بما معكم عليه من الجنابة ، أنزل الله عليكم المطر { لِّيُطَهِّرَكُمْ بِهِ } أي : بالماء ، أبدانكم عن الجنابة الصورية ، كما طهر قلوبكم بماء العلم اللدني ورشحات التوحيد من الجنابة المعنوية التي هي الكفر والنفاق . { وَ } بالجملة : { يُذْهِبَ عَنكُمْ } بإنزال المطر { رِجْزَ ٱلشَّيْطَانِ } أي : وسوسته وإيقاعه ، ونخويفه من العطش وغيرها { وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ } بإنزاله ، إنه سبحانه يعين عليكم وينصركم حين اضطراركم ؛ ليزداد وثوقكم به وبنصره ، وعونه وإنجاز وعده { وَيُثَبِّتَ بِهِ ٱلأَقْدَامَ } [ الأنقال : 11 ] أي : بهذا الربط ، أقدامكم على جادة التوحيد والتوكيل إلى الله ، والتفويض نحوه في جميع الأمور .