Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 81, Ayat: 1-14)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ } [ التكوير : 1 ] يعني : إذا قامت القيامة ، ولا حت شمس الذات الأحدية عن مكمن العماء ، وغلبت نشأة اللاهوت على نشأة الناسوت كور الوجود الإضافي المنعكس من الوجود المطلق الإلهي ، المنبسط على صفائح مطلق العكوس والأظلال ، ولف وطوي ، بحيث لم يبق له أثر عند ظهور شمس الحقيقة الحقيَّة . { وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتْ } [ التكوير : 2 ] يعني : انقضت واضمحلت حينئذٍ نجوم الهويات ، وهياكل المَّاهيات الحاصلة من الأوضاع والنسب ، والإضافات العدمية الاعتبارية المحضة ، بحيث لم يبق لها رسم وأثر عند ظهور الهوية الذاتية الإلهية الحقية . { وَإِذَا ٱلْجِبَالُ سُيِّرَتْ } [ التكوير : 3 ] يعني : سارت وانقلعت ، وطارت على أماكنها جبال الأنواع والأجناس الواقعة في عالم التعينات . { وَإِذَا ٱلْعِشَارُ } يعني : السحب الماطرة لمياه المعارف ، والحقائق الفائضة على أراضي الاستعدادات القابلة لها ، اللائقة لفيضانها { عُطِّلَتْ } [ التكوير : 4 ] وتركت ؛ لاضمحلال محالها ، وتلاشي قوابلها بانقضاء نشأة الاختيار . { وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ } أي : النفوس المستوحشة الأبية ، الوحشية التائهة في بوادي الطبيعة ، وقفر الهيولي { حُشِرَتْ } [ التكوير : 5 ] وجمعت إلى ما منه انتشرت وبدت . { وَإِذَا ٱلْبِحَارُ } أي : البحار الحاصلة من اعتبارات الوجود وشئونه ظاهراً وباطناً ، غيباً وشهادةً ، دنيا وعقبى { سُجِّرَتْ } [ التكوير : 6 ] جمعت وملئت واتحدت ، فيصار بحر الوجود بحراً واحداً زخاراً ، لا ساحل له أصلاً . { وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ } يعني : الأرواح الفائضة على هياكل الأشباح من عالم الأمر الإلهي { زُوِّجَتْ } [ التكوير : 7 ] وقرنت يومئذٍ ببواعثها التي هي الأسماء والصفات الإلهية ، والأسباب اللاهوتية . { وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ } [ التكوير : 8 ] أي : أبكار المعاني والمعارف الإلهية ، المودعة المدفونة في أراضي الطبائع والأركان ، مع اتصافها بالحياة الأزلية الأبدية ، سُئلت من مكان تلك البقاع ، ومن تلك المخدرات الحسان { بِأَىِّ ذَنبٍ } وجريمة { قُتِلَتْ } [ التكوير : 9 ] تركت ودفنت ، مع أ ، ها إنما جاءت في أراضي الطبائع والاستعدادات ، مع أنها إنما حييت وجبت ؛ لكسب أنواع الخيرات ، واقتراف أصناف السعادات والكرامات ؟ ! { وَإِذَا ٱلصُّحُفُ } أي : صحائف تفاصيل الأعمال المشتملة على عموم الأماني والآمال ، المطلوبة فيها جميع الأحوال الصادرة من أصحاب الغفلة والضلال { نُشِرَتْ } [ التكوير : 10 ] فرِّقت وكشفت بين أصحابها . { وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ } أي : سماء الأسماء والصفات الإلهية المتجلية على شئون الظهور والنزول { كُشِطَتْ } [ التكوير : 11 ] طويت وأزيلت عن هذه الشئون إلى شئون البطون والخفاء . { وَإِذَا ٱلْجَحِيمُ } المعدّ لأصحاب الغفلة والضلال ، التائهين في بوادي الجهالات بمتابعة أهويتهم الباطلة ، وآرائهم الفاسدة العاطلة { سُعِّرَتْ } [ التكوير : 12 ] أوقدت وأحميت بنيران غضبهم وشهواتهم التي ك انوا عليها في نشأة الاختبار . { وَإِذَا ٱلْجَنَّةُ } المعدَّة لأرباب العناية والوصال ، المتصفين بالتقوى عن مطلق المحارم ، والامتثال بمقتضيات الأوامر والنواهي ، وعموم الأحكام الموردة في الكتب الإلهية ، المتعلقة بإرشادهم وتكميلهم { أُزْلِفَتْ } [ التكوير : 13 ] قربت وفرنت بهم ، بحيث فازوا بعموم ما وعدوا من قِبَل الحق . { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ } [ التكوير : 14 ] يعني : علمت حينئذٍ كل نفس من النفوس المودعة في هياكل الهويات لحكمة المعرفة والتوحيد أيّ شيء أحضرت عند الحساب عليها من الأمور المأمورة لها ؛ حتى تجازى بها وعلى مقتضاها .