Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 89, Ayat: 1-9)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱلْفَجْرِ } [ الفجر : 1 ] أي : وحق انفلاق صبح السعادة المتنفس بأنفاس الرحمانية المتلألئ من سماء العماء وأفق عالم الأعلى اللاهوتي . { وَلَيالٍ عَشْرٍ } [ الفجر : 2 ] أي : ويحق ليالي الحواس العشر ، المقبلة إلى الإدبار والانمحاء عند انجلاء الفجر اللاهوتي وصبح العماء الذاتي . { وَٱلشَّفْعِ } أي : شفع الملوين الجديدن ، وارتفاعهما عن العين وانمحائهما عن البين { وَٱلْوَتْرِ } [ الفجر : 3 ] أي : الوجود الوحداني ، المطلق ، المنزه عن التعدد والتكثر مطلقاً في ذاته . { وَٱلَّيلِ } أي : ليل العدم المظلم في ذاته { إِذَا يَسْرِ } [ الفجر : 4 ] وذهبت ظلمته بامتداد أظلال الوجود وشروق شمس الذات عليه . { هَلْ } يحتاج { فِي ذَلِكَ } أي : في كل واحد من المقسمات العظيمة الشأن { قَسَمٌ } ويمين يؤكدهما { لِّذِى حِجْرٍ } [ الفجر : 5 ] عقل فطري خالص عن شوب الوهم والخيال ، خال عن مزاحمة مطلق الإلف والعادات الحاصلة من الرسوم والتقليدات ، الناشئة من ظلمَّات الطبيعة . وبالجملة : أقسم سبحانه بحق هذه المقسمات الرفيعة القدر والمكان أنه سبحانه يعذب أصحاب الزيغ والضلال ، المقيدين بسلاسل الحرس وأغلال الآمال في الدنيا بشهوات الإمكان ، وفي الآخرة بدركات النيران ؛ يعني : كفار مكة خذلهم الله . استبعدت يا أكمل الرسل تعذيبنا إياهم وانتقامنا عنهم { أَلَمْ تَرَ } أي : ألم تعلم ولم تخبر بالتواتر الموجب للجزم واليقين { كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ } [ الفجر : 6 ] يعني : كذي أهل عاداً . { إِرَمَ } اسم لبنائهم وبلدهم { ذَاتِ ٱلْعِمَادِ } [ الفجر : 7 ] أي : الأساطين الطوال شديدة الأساس ، رفيعة السمك ، عريضة الجدار . { ٱلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ } ولم يوجد { مِثْلُهَا } أي : مثل بنائهم وبلدهم { فِي ٱلْبِلاَدِ } [ الفجر : 8 ] في الإحكام والرفعة وأنواع النزاهة واللطافة ، وهم كانوا أكثر الناس أعماراً وأولاداً وأموالاً وجاهاً وثروة بأضعاف هؤلاء المسرفين المفسدين ، فأهلكهم سبحانه واستأصلهم بعدما أفرطوا في أطوارهم الخارجة عن حد الاعتدال { وَثَمُودَ } يعني : كيف فعل بثمود أيضاً ما فعل من الهلاك ، مع أنهم { ٱلَّذِينَ جَابُواْ } قطعوا ونقبوا { ٱلصَّخْرَ } أي : صخور الجبال { بِٱلْوَادِ } [ الفجر : 9 ] أي : بواد القرى ، واتخذوا فيها بلاداً حصينة منيعة من شدة قدرتهم وقوتهم ، مع ذلك أهلكهم سبحانه .