Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 119-121)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَـٰأيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } مقتضى إيمانكم التقوى عن محارم الله { ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } عن مخالفة أمره { وَكُونُواْ } في السراء والضراء { مَعَ ٱلصَّادِقِينَ } [ التوبة : 119 ] المصدقين لرسوله ، المتابعين له في جميع أموره . واعلموا أنه { مَا كَانَ } أي : ما صحَّ وجاز { لأَهْلِ ٱلْمَدِينَةِ وَمَنْ } يسكن { حَوْلَهُمْ مِّنَ ٱلأَعْرَابِ } المترددين في بواديها { أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ ٱللَّهِ } حين خرج إلى القتال ، واقتحم على الأعداء { وَلاَ } يصح لهم أن { يَرْغَبُواْ } ويميلوا { بِأَنْفُسِهِمْ } لحفظها وصيانتها { عَن نَّفْسِهِ } بل يجب عليهم أن يفدوا نفوسهم ، ويكفلوا في صيانته وحفظه صلى الله عليه وسلم ، وحيث اقتحم صلى الله عليه سلم فلهم المبادرة والمسابقة { ذٰلِكَ } أي : ما وجب عليهم من تحمل المشاق والمتاعب ، والإسراع إلى الاقتحام ، والإقدام عليها { بِأَنَّهُمْ } أي : بسبب أنهم متى خرج صلى الله عليه وسلم { لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ } أي : عطش { وَلاَ نَصَبٌ } ألم من أنواع الآلام { وَلاَ مَخْمَصَةٌ } أي : مجاعة { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } لإعلاء دينه وكلمة توحيده . { وَ } كذا { لاَ يَطَأُونَ مَوْطِئاً } ولا يدوسون مكاناً { يَغِيظُ ٱلْكُفَّارَ } مرورهم عنه { وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً } من القتل والأسر ، والغلب والنهب { إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ } عند الله { عَمَلٌ صَالِحٌ } موجب للمثوبة العظمى والدرجة العليا ، وبالجملة : { إِنَّ ٱللَّهَ } المحسن المتفضل لخواص عباده { لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ } [ التوبة : 120 ] الذين يحسنون الأدب مع الله ، ويعبدونه كأنهم يرونه ومع رسوله ، المستخلف منه ، النائب عنه . { وَلاَ يُنفِقُونَ } هؤلاء المحسنون { نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً } في سبيل الله ؛ طلباً لمرضاته { وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِياً } تجاه العدو حين أمرهم الله ورسوله { إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ } في ديوان حسناتهم { لِيَجْزِيَهُمُ ٱللَّهُ } بها جزاء { أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [ التوبة : 121 ] أي : مثل جزاء أحسن أعمالهم .