Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 116-118)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ ٱللَّهَ } المستقل بالألوهية والوجود { لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ } وما فيها من الكواكب والنجوم { وَٱلأَرْضِ } وما عليها ، وكذا ما بينهما { يُحْيِـي } ويظهر بلطفه متى تعلق إرادته { وَيُمِيتُ } يعدم ويخفي بقهره متى شاء { وَمَا لَكُمْ } أيها المؤمنون الموقنون بتوحيد الله { مِّن دُونِ اللَّهِ } الواحد ، الأحد ، الصمد الذي ليس معه شيء ، ولا دونه حي { مِن وَلِيٍّ } يولي أموركم { وَلاَ نَصِيرٍ } [ التوبة : 116 ] ينصركم عليها . { لَقَدْ تَابَ الله عَلَىٰ ٱلنَّبِيِّ } أي : وفقه على التوبة بعدما صار عنه إذن المخالفين ، المستأذنين المعتذرين بالأعذار الكاذبة ؛ تعزيراً له وتلبيساً عليه ، مع عدم علمه بحالهم { وَ } تاب أيضاً على { ٱلْمُهَاجِرِينَ وَٱلأَنصَارِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ } نحو تبوك حين خرج إليها { فِي سَاعَةِ ٱلْعُسْرَةِ } وأيام القحط ؛ إذ ليس لهم في تلك السفر زاد ولا راحلة ولا ماء ، حيث يتعاقب عشرة على بعير ، وقسيم تمر بين اثنين في يوم ، وشرب الفظ والفرث من شدة العطش ، لذلك تمايل على المخالفة { مِن بَعْدِ مَا كَادَ } وقرب { يَزِيغُ } ويميل عن المتابعة { قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ } من قلة البصر ، وكثرة المقاساة والأحزان { ثُمَّ تَابَ } الله { عَلَيْهِمْ } ووفقهم على التوبة مما أخطروا ببالهم ، وتخيلوا في خيالهم { إِنَّهُ } سبحانه { بِهِمْ } بعدما علم استعدادهم وقابليتهم { رَءُوفٌ } عطوف ، يعفو عمَّا صدر عنهم وقت الاضطرار { رَّحِيمٌ } [ التوبة : 117 ] يقبل عنهم ما جاءوا به من الإنابة والاستغفار . { وَ } أيضاً تاب سبحانه { عَلَى ٱلثَّلاَثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ } عن عزوة تبوك بلا عذر ، هو كعب بن مالك ، وهلال بن أمية ، ومرارة بن الربيع ، وصاروا من عدم التفات رسول الله والمؤمنين إليهم بعدما أمرهم الرسول ألا يتكلموا معهم خمسين ليلة { حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ } أي : مع وسعتها وفسحتها { وَ } صاروا من الأعراف إلى أن { ضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ } واشتد عليهم الأمر ، وانسد أبواب التدابير مطلقاً ، فاضطروا في أمرهم ، والتجأوا نحو الحق مخلصين { وَظَنُّوۤاْ } بل كوشفوا { أَن لاَّ مَلْجَأَ } ولا مفر { مِنَ ٱللَّهِ } أي : غضبه وسخطه { إِلاَّ إِلَيْهِ } إذ ليس بغيره وجود حتىى يلجأ إليه ، لذلك قال صلى الله عليه وسلم في أمثال هذه المضائق : " أعوذ بك منك " . { ثُمَّ } بعدما أخلصوا في الإنابة الرجوع وفوضوا أمروهم إليه سبحانه { تَابَ } الله { عَلَيْهِمْ } أي : أقدرهم ووفقهم على التوبة { لِيَتُوبُوۤاْ } ويرجعوا إلى الله نادمين على ما صدر عنهم من المخالفة ، فيغفر لهم ويعفو عن زلاتهم { إِنَّ ٱللَّهَ } المصلح الموفق { هُوَ ٱلتَّوَّابُ } الرجاع لعباده نحو جنابه حين صدر عنهم المعاصي { ٱلرَّحِيمُ } [ التوبة : 118 ] لهم يرحمهم ، ويقبل توبتهم عند رجوعهم متضرعين مخلصين .