Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 34-35)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بالله ورسوله ، وتحققوا وتيقنوا { إِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلأَحْبَارِ وَٱلرُّهْبَانِ } الموسوسين لضعفاء العوام ، الملبسين لهم طريق الحق بالتغديرات المبتدعة من تلقاء نفوسهم ، كالشيخوخة التي ظهرت في زماننا هذا ، إنما غرضهم ومعظم مأمولهم { لَيَأْكُلُونَ } ويأخذون { أَمْوَالَ ٱلنَّاسِ } المنحطين عن زمرة أهل التحقيق { بِٱلْبَاطِلِ } أي : بتزويج الباطل الزائغ الذي ابتدعوها بلا مستند لهم . { وَيَصُدُّونَ } أي : يصرفون ويضلون أباطيلهم وتلبساتهم ضعاء الأنام { عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } الذي هو الإسلام تلبيساً عليهم وتغريراً لهم ؛ ليأخذوا الرضى منهم ويكنزوها { وَ } لم يعلموا أن { ٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ } أي : يجعلونها مخزوناً محفوظاً من أي ملة كانوا { وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } طلباً لمرضاته { فَبَشِّرْهُمْ } يا أكمل الرسل { بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [ التوبة : 34 ] مؤلم مفزع . اذكر لهم { يَوْمَ يُحْمَىٰ } أي : حين توقدون وتحرقون { عَلَيْهَا } أي : على تلك الذهب والفضة المخزونة المحفوظة نار ، مع أنها موضوعة { فِي نَارِ جَهَنَّمَ } وهذا مبالغة لشدة احمائه ، وبعدما حميت إلى أن صارت جذوة نار { فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ } ليوسموا بها ويعلموا على رءوس الأشهاد جزاء ما افتخروا بها في النشأة الأولى { وَجُنوبُهُمْ } ليتألموا بها أشد تألم ، بدل ما يتلذذون بها أشد تلذذ { وَظُهُورُهُمْ } بدل ما يستظهرون بها ويتعاونون بسببها ، ويقال حين كيهم وتعذيبهم : { هَـٰذَا مَا كَنَزْتُمْ } وخزنتم { لأَنْفُسِكُمْ } لتتنعموا بها وتسروا بجمعها وادخارها { فَذُوقُواْ } اليوم وبال { مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ } [ التوبة : 35 ] بدل ما تتلذذون بها .