Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 44-46)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لاَ يَسْتَأْذِنُكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } أي : ليس من عادة المؤمنين الاستئذان منك إلى الخروج نحو القتال مطلقاً ، بل هم منتظرون دائماً ، متهيئون دائماً أسبابهم ، مترصدون إلى { أَن يُجَاهِدُواْ } في سبيل الله { بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ } وينتهزون الفرصة بالمسابقة حين أمروا ، فيكف أن يتأذنوا بالقعود وعدم الخروج ، والمعذرون متألمون متحسرون بكون في زاوية الحرمان ، محزنون ملهوفون متأسفون ؛ لذلك وعد لهم سبحانه من فضله درجة عظيمة { وَٱللَّهُ } المطلع لضمائر عباده { عَلِيمٌ بِٱلْمُتَّقِينَ } [ التوبة : 44 ] الذين يحفظون نفوسهم من مخالفة أمر الله وأمر رسوله بلا عذرٍ شرعي . بل : { إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ } بالقعود والتخلف { ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ } وتوحيده { وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } المعدّ لجزاء الأعمال { وَٱرْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ } لعدم اطمئنانها ورسوخها بالإيمان والتوحيد { فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ } المركوز في جبلتهم { يَتَرَدَّدُونَ } [ التوبة : 45 ] يتحيرون ؛ ويتذبذبون لا إلى هؤلاء وإلى هؤلاء . { وَلَوْ أَرَادُواْ ٱلْخُرُوجَ } وقصدوا الوفاق مع المؤمنين كما أظهروا { لأَعَدُّواْ } وهيأوا { لَهُ عُدَّةً } أهبة وأسباباً { وَلَـٰكِن } لخبث باطنهم وانهماكهم في الضلال { كَرِهَ ٱللَّهُ } المطلع على قساوة قلوبهم { ٱنبِعَاثَهُمْ } أي : اهتزازهم وتحركهم نحو القتال { فَثَبَّطَهُمْ } لذلك وحبسهم ، وأقعدهم في مكانهم بإلقاء الرعب والكسل في قلوبهم { وَ } كأنه { قِيلَ } لإسماعهم تضليلاً لهم وتغريراً : { ٱقْعُدُواْ } أيها المنهمكون في الغفلة { مَعَ ٱلْقَاعِدِينَ } [ التوبة : 46 ] من النساء والصبيان ، والمرضى والزمناء .