Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 4-5)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثمَّ لمَّا لم يصدر عن بعض المشركين شيء من أمارات النقض والإتيان وعلامات المخالفة والمخادعة استثناهم الله سبحانه ، وأمر المؤمنين بمحافظة عهودهم إلى انقضاء المدة المعلومة ، فقال : { إِلاَّ ٱلَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ثُمَّ } بعد المعاهدة { لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً } مما عاهدوا عليه والتزموا حفظه ، بل داوموا على حفظها { وَ } مع ذلك { لَمْ يُظَاهِرُواْ } ولم يعانوا { عَلَيْكُمْ أَحَداً } من أعدائكم حفظاً لعهدكم وميثاقكم { فَأَتِمُّوۤاْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ } أي : أنتم أولى بإيفاء الكعهد وإتمام مدته { إِلَىٰ } انقضاء { مُدَّتِهِمْ } التي عاهدوا عليها { إِنَّ ٱللَّهَ } المستوي على العدل القويم { يُحِبُّ ٱلْمُتَّقِينَ } [ التوبة : 4 ] الذي يواظبون على إيفاء العهود وحفظ المواثيق ؛ حذراً عن تجاوز حدود الله وعهوده . { فَإِذَا ٱنسَلَخَ } أي : انقضى ومضى { ٱلأَشْهُرُ ٱلْحُرُمُ } المأمورة فيها السياحة والأمن { فَٱقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ } المصرين على الشرك ، الناقضين للعهد والميثاق { حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ } في حل أو حرم مستأمنين أم لا { وَخُذُوهُمْ } أي : ائسروهم واسترقوهم ، واستولوا عليهم { وَ } إن استحفظوا استحصنوا { ٱحْصُرُوهُمْ وَٱقْعُدُواْ لَهُمْ } لأخذهم وقتلهم { كُلَّ مَرْصَدٍ } وممر من شعاب الجبال وشفار الوادي { فَإِن تَابُواْ } ورجعوا عن الشرك ، ومالوا إلى الإيمان { وَ } بعد إيمانهم { أَقَامُواْ ٱلصَّلَٰوةَ } التي هي علامة إيمانهم وتصديقهم . { وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَٰوةَ } التي تطهر قلوبهم عن أمارات النفاق { فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ } كسائر المسلمين تتذكروا ، وتلتفتوا بما صدر عنهم من المخالفة والمقاتلة والشقاق فيمامضى { إِنَّ ٱللَّهَ } المصلح لأحوال عباده { غَفُورٌ } لما صدر عنهم من المعاصي والآثام { رَّحِيمٌ } [ التوبة : 5 ] لهم يوصلهم إلى دار السلام بعدما أخلصوا الإنابة والرجوع .