Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 91, Ayat: 1-10)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱلشَّمْسِ } أي : وحق شمس الذات الأحدية ، المتلألئة من سماء عالم الأسماء العماء ، وأفق فضاء اللاهوت { وَ } بحق { ضُحَاهَا } [ الشمس : 1 ] المنبسط على مرآة العدم القابلة لانعكاسها . { وَ } حق { ٱلْقَمَرِ } أي : الوجود الإضافي الكلي ، المحيط على مطلق العكوس والأضلال المنعكسة من مرأة العدم ، التي هي عبارة عن سراب العالم غيباً { إِذَا تَلاَهَا } [ الشمس : 2 ] تبعها ولحقها ؛ أي : شمس الذات في الإحطة والشمول . { وَٱلنَّهَارِ } أي : نشأة الظهور والبروز المنعكسة من عالم الأسماء والصفات { إِذَا جَلاَّهَا } [ الشمس : 3 ] أي : شمس الذات ، وفصلت آثار أسمائها وصفاها الكامنة فيها على صفحات الكائنات . { وَٱللَّيْلِ } أي : نشأة البطون والخفاء المنعكسة من عالم العماء ، والسواد الأ ؟ لم الذي اضمحلت دونه نفوس عموم الكثرات ، وتلاشت آثار الأسماء والصفات لكمال تشعشعها وبريقها { إِذَا يَغْشَاهَا } [ الشمس : 4 ] حيث خفيت شمس الظهور من إفراط النور وكمال تشعشعها في البريق والظهور . { وَٱلسَّمَآءِ } أي : سماء الأسماء والصفات المزيَّنة بنجوم الآثار والشئون المرتفعة عليها { وَمَا بَنَاهَا } [ الشمس : 5 ] من التجليات الحبية الجمالية والجلالية . { وَٱلأَرْضِ } أي : استعدادات القوابل السفلية ، القابلة لانعكاس آثار العلويات { وَمَا طَحَاهَا } [ الشمس : 6 ] ونشرها من الآثار المرتبة على الصفات الفعَّالة الإلهية . { وَنَفْسٍ } أي : روح فائضة من عالم الأسماء والصفات على هياكل المسميات وقوابل العلويات والسفليات ؛ ليستفيد بتذكر الموطن الأصلي والمنشأ الجبلي { وَمَا سَوَّاهَا } [ الشمس : 7 ] أي : عدَّلها وركَّبها ممتزجة من الآثار العلوية والسفلية . وبعدما سواها وعدلها كذلك { فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } [ الشمس : 8 ] على مقتضى ما أودع فيها من الآثار العلوية والسفلية ، ثمَّ كلَّفها بما كلفها ؛ ليتيمز المحق من المبطل ، والضال من الهادي ، والكافر من المؤمن ؛ تتميماً للحكمة المتقنة البالغة الإلهية وإظهاراً للقدرة الغالبة . ثمَّ قال سبحانه جواباً لهذه المقسمات المذكورة على سبيل الكناية والتنبيه : { قَدْ أَفْلَحَ } وفاز بما أفلح ، وفاز عند الله من الدرجات العلية { مَن زَكَّاهَا } [ الشمس : 9 ] أي : طهّر نفسه عن الرذائل السفلية ، ومقتضيات اللاهوتية الإمكانية وأمانيها . { وَقَدْ خَابَ } خسر وهلك { مَن دَسَّاهَا } [ الشمس : 10 ] أنقص عن كمالاتها وأضلها ؛ حيث حملها على اقتراف المعاصي والآثام المترتبة على سفليات الطبائع والهيولى ورذائل الإمكان المورث لها أنواع الخيبة والخسران ، وأصناف الحرمان والخذلان .