Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 99, Ayat: 6-8)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اذكر يا أكمل الرسل { يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ } ويرجع ويعود { ٱلنَّاسُ } عن موقف العرض والحساب { أَشْتَاتاً } متفرقين ، متحزبين حسب مراتبهم في الحساب ، كل منهم مع شاكلته { لِّيُرَوْاْ أَعْمَالَهُمْ } [ الزلزلة : 6 ] أي : أجزئتهم المعدة لهم في الجنة والنار . وبالجملة : { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ } أي : مقدار نملة صغيرة ووزنها { خَيْراً يَرَهُ } [ الزلزلة : 7 ] أي : يرى جزاءها في الجنة . { وَمَن يَعْـمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ } [ الزلزلة : 8 ] أي : جاءها في النار . وهذه الآية أحكم آية وأقسطها ، من الآيات الدالة على كمال العدل الإلهي وأشملها حكماً ، لذلك قال صلى الله عليه وسلم : " { إِذَا زُلْزِلَتِ } تعدل نصف القرآن ، و : { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } تعدل ثلث القرآن ، و : { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلْكَافِرُونَ } تعدل ربع القرآن " . خاتمة السورة عليك أيها المتوجه نحو الحق أن تأتي وتتصف بصوالح الأعمال ، وتجتنب عن فواسدها ؛ لترى أحسن الجزاء ، وتزيد عليها على مقتضى إخلاصك فيها وخشوعك في إتيانها ، فلك أن تجعل مضمون هذه الآية نصب عينيك في عموم أحوالك وأعمالك ؛ لتكون على ذكر تام وفطنة كاملة ، مما يترتب على أعمالك من الجزاء . جعلنا الله من زمرة المتذكرين الممتثلين بمقتضى هذه الآية .