Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 105-109)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَأَنْ أَقِمْ } قدر المفسر القول إشارة إلى أن { وَأَنْ } وما دخلت عليه ، في محل نصب مقول لذلك القول . قوله : ( مائلاً إليه ) أي مخلصاً له العمل ظاهراً وباطناً ، فعلى المكلف أن يتخلق بخلق رسول الله ، بأن لا يميل لغير الله ظاهراً وباطناً ، يكون كله لله ، فلا يشرك معه غيره أصلاً ، لا في الظاهر ، ولا في الباطن ، فكما أن الخالق لا شريك له فيما خلقه ، كذلك ينبغي للمخلوق أن لا يشرك في عبادته غيره . قوله : { وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ ٱللَّهِ } أي غيره . قوله : ( فرضاً ) جواب عما يقال : إن عبادة النبي غير الله مستحيلة ، فكيف يخاطب بذلك ، أجاب المفسر : بأن ذلك على سبيل الفرض التقدير وأجيب أيضاً : بأن الخطاب له والمراد غيره . قوله : { فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ } أي لا دافع ولا مانع له ، إلا الله حقيقة ، فنسبة النفع أو الضر لغير الله ، باعتبار أن الله أجرى على أيديهم ذلك ، لا باعتبار أنهم الخالقون له ، فإن ذلك لهم من هذه الحيثية كفر . قوله : { وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ } عبر في جانب الخير بالإرادة دون المس ، إشارة إلى أن الخير ، لا يتوقف إتيانه على سبب وتهيىء من العبد ، بخلاف الضرر ، فلا بد من تقدم سببه ، قال تعالى : { وَمَآ أَصَـٰبَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } [ الشورى : 30 ] . قوله : { وَهُوَ ٱلْغَفُورُ } أي الستار للذنوب الماحي لها . قوله : { ٱلرَّحِيمُ } أي المنعم الغفور المنجي من النار ، بسبب محو الذنوب ، والرحيم المدخل للجنة بسبب الإنعام والإحسان . قوله : { ٱلْحَقُّ } أي القرآن ومن جاء به ، وهو النبي صلى الله عليه وسلم . قوله : ( لأن ثواب اهتدائه له ) أي فلا يصل لله ممن كفر ضر ، ولا ممن نفع ، تنزه سبحانه وتعالى عن أن يتكمل بمخلوق . قوله : ( لأن وبال ضلاله عليها ) أي عذاب ذلابه على نفسه ، فلا يشاركه أحد في هداية نفسه ، ولا في ضلاله ، بل كل امرىء بما كسب رهين . قوله : { بِوَكِيلٍ } أي بحفيظ موكول إلى أمركم ، وإنما أنا بشير . قوله : ( فأخبركم على الهدى ) أي أكرهكم عليه . قوله : { مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ } أي من القرآن . قوله : ( على الدعوة ) أي دعائك إياهم للإيمان . قوله : ( وأذاهم ) أي لك ، فكان رسول الله يسمع سبه بأذنه ولا يتكلم قوله : ( أعدلهم ) أي فلا يخطىء في حكمه أصلاً ، وأما غيره فتارة يخطىء في حكمه ، وتارة يعدل ، فأفعاله سبحانه وتعالى دائرة بين الفضل والعدل ، فإثابته المؤمن بالفضل ، وتعذيبه العاصي بالعدل . قوله : ( بالقتال ) أي الجهاد ، وأشار المفسر بذلك إلى قول ابن عباس : إن هذه الآية منسوخة بآية القتال ، والله أعلم .