Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 27-29)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَٱلَّذِينَ كَسَبُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ } شروع في ذكر صفات أهل النار ، إثر ذكر صفات أهل الجنة ، قوله : ( عطف على الذين أحسنوا ) أي ويكون فيه العطف على معمولي عاملين مختلفين ، لأن { وَٱلَّذِينَ } معطوف على { ٱلَّذِينَ } الأول ، والعامل فيه الابتداء الذي هو الحسنى ، وقوله : { جَزَآءُ سَيِّئَةٍ } معطوف على { ٱلْحُسْنَىٰ } [ يونس : 26 ] والعامل فيه الابتداء ، وهذا الوجه فيه خلاف بين النحويين ، ولذا حاول بعضهم إعراب الآية ، حتى ذكر فيه سبعة أوجه ، أحسنها إن قوله : { ٱلَّذِينَ } مبتدأ أول ، و { جَزَآءُ سَيِّئَةٍ } مبتدأ ثان ، و { بِمِثْلِهَا } خبر الثاني ، والثاني وخبره خبر الأول ، والباء زائدة ، ويدل لزيادتها قوله تعالى : { وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ } [ الشورى : 40 ] . قوله : { بِمِثْلِهَا } أشار بذلك إلى الفرق بين الحسنات والسيئات فالحسنات مضاعفة بفضل الله والسيئات جزاؤها مثلها ، عدلاً منه سبحانه وتعالى ، قال صاحب الجوهرة : فالسيئات عنده بالمثل ، والحسنات ضوعفت بالفضل . قوله : { وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ } أي يغشاهم الذل والكآبة . قوله : { مَّا لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ } أي من عذابه وسخطه . قوله : { كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ } أي غطيت . قوله : ( وإسكانها ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، والمعنى على الأولى ، كأن أجزاء الليل غطتهم ولبستهم ، وعلى الثانية : كأن جزءاً من الليل غشيتهم وغطى وجوههم ، وهذه الآية الأخرى ، وهي قوله تعالى : { وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَفَرَةُ ٱلْفَجَرَةُ } [ عبس : 40 - 42 ] وما مشى عليه المفسر من أن القطع بالسكون الجزء هو أحد أقوال في تفسيره ، وقيل هو سواد الليل ، وقيل هو ظلمة آخر الليل . قوله : { مُظْلِماً } حال من الليل . قوله : { أُوْلَـٰئِكَ } أي الموصوفون بما ذكر . قوله : { أَصْحَابُ ٱلنَّارِ } أي المستحقون لها . قوله : { هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } أي ماكثون على سبيل الخلود والتأبيد . قوله : { وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ } شروع في ذكر محاجة أهل الشرك مع معبوداتهم ، إثر بيان أصحاب النار ، { وَيَوْمَ } ظرف معمول لمحذوف قدره المفسر بقوله : ( اذكر ) . قوله : ( نصب بالزموا ) أي على أنه مفعول به ، والمعنى الزموا هذا المكان ولا تبرحوا عنه ، أو ظرف يجعل الزموا بعنى قفوا . قوله : ( تأكيد للضمير المستتر ) أي الذي هو الواو ، وتسميته مستتراً فيه مسامحة ، إذا الواو من الضمائر البارزة ، وقد يجاب بأن المراد بالاستتار عدم الذكر بالفعل . قوله : ( المقدر ) أي الذي هو الزموا ، والإخبار بهذا الأمر للتهديد يصدر من الله على لسان ملك لا مباشرة . لقوله تعالى : { وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } [ البقرة : 174 ] . قوله : { فَزَيَّلْنَا } من التزييل وهو التفريق والتمييز ، يقال زيَّل ضأنك من معزك أي فرق بينها وميز هذا من هذا ، ووزنه فعل بالتضعيف ، فهو من باب ذوات الياء ، أو فعيل وأصله زيول ، اجتمعت الواو والياء ، وسبقت إحداهما بالسكون ، قلبت الواو ياء ، وادغمت في الياء فهو من باب ذوات الواو . قوله : { بَيْنَهُمْ } ( وبين المؤمنين ) هكذا فهم المفسر ، وهو بعيد من سابق الكلام ولاحقه ، وقيل ميزنا بينهم وبين معبوداتهم وقطعنا ما كان بينهم من التواصل في الدنيا وهو الأقرب ، لأن الكلام فيه . قوله : { وَقَالَ شُرَكَآؤُهُمْ } إنما أضيفت الشركاء لهم ، لأنهم اتخذوها شركاء لله في العبادة . قوله : { مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ } قال مجاهد : تكون في القيامة ساعة فيها شدة ، تنصب لهم الآلهة التي كانوا يعبدونها من دون الله ، فتقول الآلهة : والله ما كنا نسمع ولا نبصر ولا نعقل ، ولا نعلم أنكم كنتم تعبدوننا ، فيقولون : والله إياكم كنا نعبد ، فتقول الآلهة لهم : { فَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ } . قوله : ( للفاصلة ) أي تناسب رؤوس الآي . قوله : { لَغَافِلِينَ } أي لا علم لنا بذلك .