Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 26-26)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ } خبر مقدم ، و { ٱلْحُسْنَىٰ } مبتدأ مؤخر . قوله : ( بالإيمان ) أي ولو صحبه ذنوب ، فعصاة المؤمنين لهم الحسنى وزيادة ، وإن كانت مراتب أهل الجنة متفاوتة ، فليس المنهمكون في طاعة الله كغيرهم . قوله : ( هي النظر إليه تعالى ) هذا قول جمهور الصحابة والتابعين ، وقيل المراد بالزيادة رضوان الله الأكبر ، وقيل مضاعفة الحسنات ، وقيل الزيادة غرفة من لؤلؤة واحدة لها أربعة أبواب ، ولكن القول الأول هو الذي عليه المعول ، لأن النظر إليه تعالى يستلزم جميع ذلك ، ويدل له على ما ورد " إذ دخل أهل الجنة الجنة ، يقول الله تعالى : تريدون شيئاً أزيدكم ، فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار ؟ قال : فيكشف الحجاب ، فما يعطون شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم تبارك وتعالى " زاد في رواية : ثم تلا { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ } . واعلم أن الناس جميعاً في الجنة ، ينظرون إليه سبحانه وتعالى ، في مثل يوم الجمعة من الإسبوع ، وفي مثل يوم العيد من السنة ، وهذه هي الرؤية العامة لجميع أهل الجنة ، وللخواص مراتب متفاوتة ، فمنهم من يراه في كل صباح ومساء ، ومنهم من يراه في مثل أوقات الصلوات الخمسة ، ومنهم من لا يحجب عن الرؤية أبداً لما قيل : إن لله رجالاً لو حجبوا عن الرؤية طرفة عين ، لتمنوا الخروج من الجنة . قوله : { وَلاَ يَرْهَقُ } الجملة مستأنفة . قوله : ( سواد ) أي وغبار ، فأهل الجنة بيض الوجوه في غاية من البسط والجمال ، فلا يعتريهم نكد ولا كدر ، قال تعالى : { أُوْلَـٰئِكَ } . قوله : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ } [ عبس : 38 - 39 ] أي المحدث عنهم أن لهم الحسنى وزيادة . قوله : { هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } أي لا يخرجون منها أبداً .