Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 40-44)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَمِنهُمْ } أي من أهل مكة المكذبين . قوله : { مَّن يُؤْمِنُ بِهِ } أي في المستقبل ، والمعنى أن أهل مكة المكذبين للقرآن ، اقتسموا قسمين : قسم آمن بعد ، وقسم لم يؤمن . قوله : { وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل } أي داموا على تكذيبك . قوله : ( أي لكل جزاء عمله ) أي جزاء ما عمله من خير أو شر . قوله : ( وهذا منسوخ بآية السيف ) أي فبعد نزولها لم يقل ذلك ، وفيه أن شرط الناسخ أن يكون رافعاً لحكم المنسوخ ، ومدلول الآية ثابت لم ترفعه آية السيف ، إذ مدلول هذه الآية اختصاص كل بعمله وبراءة كل من عمل الآخر ، وهذا حاصل مطلقاً ، فالوجه أنه لا نسخ في هذه الآية . قوله : { وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ } أي من كفار مكة المكذبين للقرآن ، فريق يصغون إلى قراءتك بآذانهم ولم بقلوبهم ، فلا تطمع في إيمانهم ، لوجود الختم على قلوبهم ، فلا يفقهوا الحق ولا يتبعوه ، وفي هذا تسلية له صلى الله عليه وسلم ، كأن الله يقول له لا تحزن على عدم إيمانهم ، فإنك لا تقدر أن تسمع الصم ، ولو كانوا لا يعقلون . قوله : { أَفَأَنتَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ } الاستفهام إنكاري بمعنى النفي ، المعنى أنت لا تقدر أن تسمع من سلبه الله السمع . قوله : ( شبههم ) أي الكفار ، وقوله : ( بهم ) أي بالصم ، وقوله : ( في عدم الانتفاع ) هذا هو وجه الشبه ، أي فكما أن معدم السمع لا ينتفع بالأصوات ، فكذلك الكفار لا ينتفعون بسماع القرآن ، لوجود الحجاب على قلوبهم . قوله : { وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ } أي لو كان مع الصمم عدم العقل ، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله ، وجملة الشرط معطوفة على محذوف تقديره أأنت تسمع الصم إن عقلوا ، بل ولو كانوا لا يعقلون ، فأنت لا تسمعهم ، فيكون المعنى أنت لا تسمع الصم عقلوا أو لم يعقلوا ، فهم مالأنعام بل هم أضل . قوله : { وَمِنهُمْ مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ } أي يبصرك بعينه . قوله : { أَفَأَنْتَ تَهْدِي ٱلْعُمْيَ } يقال فيه ما قيل فيما قبله . قوله : { وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ } أي لا يتأملون ولا يتفكرون بقلوبهم ، فيما جئت به من الدلائل العظيمة والشمائل الفخيمة ، والمعنى أنت لا تهدي عمي القلوب ، أبصروا أو لم يبصروا . قوله : ( بل أعظم ) قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ ٱلنَّاسَ شَيْئاً } هذه الآية سيقت لدفع توهم أن الله حيث سلبهم العقل والسمع والبصر ، فتعذيبهم على عدم الهدى ظلم ، فدفع ذلك بأن الظلم هو التصرف في ملك الغير ، ولا ملك لأحد معه سبحانه وتعالى ، فتقديره الشقاوة على أهلها ليس بظلم منه ، لأنه هو المالك الحقيقي ، وهو يتصرف في ملكه كيف يشاء . قوله : { وَلَـٰكِنَّ ٱلنَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } إنما قال ذلك ، لأن الفعل منسوب إليهم بسبب الكسب الاختياري ، فالله سبحانه وتعالى يعذب الشقي على ما لقترفه بالنظر للكسب الاختياري . فإن قيل : هو الخالق لذلك الكسب ، يقال : لا يسأل عما يفعل .