Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 51-53)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { الآنَ } منصوب على الظرفية ، والعامل فيه محذوف قدره المفسر بقوله : ( تؤمنون ) والفعل المقدر معمول على إضمار القول ، وهو يقال لكم آلآن بهمزتين ، الأولى همزة الاستفهام ، والثانية همزة أل المعرفة ، فإذا اجتمع هاتان الهمزتان وجيب في الثانية ، إما تسهيلها أو مدها بقدر ثلاث ألفات ، وهما قراءتان سبعيتان ، وقد وقع ذلك في القرآن في ستة مواضع : اثنان في الانعام { ءَآلذَّكَرَيْنِ } [ الأنعام : 143 ] مرتين ، وثلاثة في هذه السورة { الآنَ } مرتين ، و { ٱللَّهُ لَكُمْ } [ يونس : 59 ] ، وواحد في النمل { ءَآللَّهُ خَيْرٌ } [ النمل : 59 ] ، وأما تحقيق الهمزتين فلا يجوز . قوله : { وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } الجملة حالية من فاعل { آمَنْتُمْ } . قوله : ( استهزاء ) أي تستعجلون على سبيل الاستهزاء . قوله : { ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ } إخبار عما يقع لهم في القيامة . قوله : { هَلْ تُجْزَوْنَ } الواو نائب الفاعل مفعول أول ، وقوله : { بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ } مفعول ثان ، وقوله : { إِلاَّ } ( جزاء ) مفعول مطلق لتجزون . والمعنى لا تجزون إلا جزاء الذي كنتم تكسبونه من الكفر والتكفير . قوله : { وَيَسْتَنْبِئُونَكَ } السين والتاء للطلب ، والمعنى يسألونك أن تخبرهم عما وعدتهم به من العذاب : أحق هو ؟ الخ . { وَيَسْتَنْبِئُونَكَ } فعل مضارع ، والواو فاعل ، والكاف مفعول أول ، وجملة { أَحَقٌّ هُوَ } في محل المفعول الثاني ، وحق مبتدأ وهو خبر أو بالعكس ، أو هو فاعل بحق أغنى عن الخبر ، والشرط موجود ، وهو اعتماد المبتدأ على الاستفهام . قوله : { إِي وَرَبِّيۤ } إلخ . هذا أمر من الله لرسوله بأن يجيبهم بثلاثة أشياء ، { إِي وَرَبِّيۤ إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ } . قوله : ( نعم ) أشار المفسر بذلك إلى أن { إِي } من أحرف الجواب ، ولكنها مختصة بالقسم لا تستعمل في غيره ، ومنه قول الناس إي والله ، وقولهم إيوه ، فالواو للقسم ، والهاء مأخوذة من الله ، ويحتمل أن الهاء للسكت ، والمقسم به محذوف للعلم به ، تقديره إي والله ، وهذا هو الأقرب ، لأن تقطيع اسم الجلالة غير لائق ، قوله : { إِنَّهُ لَحَقٌّ } جواب القسم . قوله : { وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ } . يصح أن يكون معطوفاً على إي ، فيكون من جملة مقول القول ، ويصح أن يكون جملة مستأنفة ، خطاباً من الله لهم ، وليس من جملة مقول القول ، وما يحتمل أنه حجازية ، فاسمها الضمير ، وبمعجزين خبرها ، أو تميمية وما بعدها مبتدأ وخبر . قوله : ( بفائتين العذاب ) أي فارين منه ، بل هو مدرككم لا محالة .