Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 71-73)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ } لما ذكر سبحانه وتعالى ، أحوال كفار قريش ، وما كانوا عليه من القبائح ، وما وعظهم الله به على لسانه صلى الله عليه وسلم ، شرع في ذكر ما وقع للأنبياء مع أممهم ، ليكون ذلك تسلية له صلى الله عليه وسلم ، وعبرة للكفار لعلهم يؤمنون . قوله : { نَبَأَ نُوحٍ } أي بعض نبئه ، إذ لم يذكر جميع خبره ، وتقدم أن اسمه عبد الغفار بن لمك بن متوشلخ بن إدريس ، ونوح لقبه ، وبينه وبين إدريس ألف سنة ، وقدم قصة قوم نوح ، لأنهم أول الأمم هلاكاً ، وأشدهم كفراً . قوله : { كَبُرَ } بضم الباء في المعاني ، وأما في الأجسام فهو بكسر الباء . قوله : { مَّقَامِي } بفتح الميم باتفاق السبعة ، وقرىء شذوذاً بضمها ، فالأول ثلاثي ، والثاني رباعي ، وهو من باب الإسناد المجازي ، وحق الإسناد أن يكون للذات ، نظير ثقل عليَّ ظله . قوله : ( لبثي فيكم ) أي مكثي بينكم . قوله : { وَتَذْكِيرِي } إلخ . الواو بمعنى مع ، والمعنى إن كان عظم عليكم مكثي بينكم ، مع تذكيري بآيات الله ، فأجمعوا أمركم إلخ ، وذلك لأنه مكث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً ، يدعوهم إلى توحيد الله ، ففي الحقيقة الذي شق عليهم ، إنما هو دعاؤه إلى التوحيد ، ونصيحته لهم ، لأن النصيحة لا يقبلها إلا الطبع السليم . قوله : { فَعَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلْتُ } أي وثقت به لا بغيره ، وفوضت أموري إليه . قوله : { فَأَجْمِعُوۤاْ } هذا هو جواب الشرط ، وجملة { فَعَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلْتُ } اعتراض بين الشرط وجوابه ، ولا يصح أن تكون جواباً ، لأن لا يحسن ترتبها على الشرط ، إذ هو متوكل على الله دائماً ، وأجمعوا بهمزة القطع هنا باتفاق السبعة ، وهو يتعدى بنفسه وبحرف الجر ، وأما ما يأتي في طه في قوله : ( فأجمعوا كيدكم ) فبهمزة الوصل والقطع قراءتان سبعيتان ، فأجمع بهمزة القطع ، مستعمل في المعاني كثيراً ، وبهمزة الوصل في الأجسام كثيراً ، يقال : أجمعت أمري ، وجمعت جيشي . قوله : ( اعزموا ) أي صمموا ولا تترددوا . قوله : ( على أمر تفعلونه ) أي كهلاكي . قوله : ( الواو بمعنى مع ) أي فشركاءكم منصوب على المعية ، لا معطوف على أمركم ، لأن الشركاء ذوات ، لا يتسلط عليه أجمعوا إلا بقلة ، ويصح النصب بإضمار فعل لائق ، والتقدير فأجمعوا أمركم ، واجمعوا شركاءكم ، بهمزة الوصل على حد : @ علفتها تبناً وماء بارداً @@ ، أو بقدر مضاف في المعطوف ، والتقدير أمر شركاءكم . قوله : { ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً } أي لا يكن أمركم مخفياً ، بل أظهروا ما في ضمائركم ، فإني لست مبالياً بكم ، لأن توكلي على ربي ، فالغمة مأخوذة من قولهم : غم الهلاك إذا خفي على الناس . قوله : { ثُمَّ ٱقْضُوۤاْ إِلَيَّ } أي أدوا إلي ما اردتموه وأوصلوه لي ، وقرىء شذوذاً ثم أفضوا إلي بقطع الهمزة وبالفاء ، من أفضى بالشيء ، إذا انتهى إليه وأسرع ، والمعنى ثم أسرعوا إلي بما عزمتم عليه . قوله : { فَإِن تَوَلَّيْتُمْ } أي دمتم على التولي والكفر ، وجواب الشرط محذوف تقديره فلا ضرر على ، وقوله : { فَمَا سَأَلْتُكُمْ } إلخ ، تعليل لذلك المحذوف . قوله : ( ثواب عليه ) أي على التذكير . قوله : ( فتولوا ) منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية ، وفيه حذف إحدى التاءين ، والأصل فتولوا . قوله : { إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ } أي ثوابي عليه لا على غيره ، فأطلبه منه ، قوله : { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } أي المنقادين لامتثال أوامره واجتناب نواهيه ، في نفسي وتبليغ غيري . قوله : { فَكَذَّبُوهُ } أي داموا واستمروا على تكذيبه . قوله : { فَنَجَّيْنَاهُ } أي أعقبنا تكذيبه النجاة له ولمن آمن معه . قوله : { وَمَن مَّعَهُ } أي من الإنس ، وكانوا أربعين رجلاً ، وأربعين امرأة . قوله : { فِي ٱلْفُلْكِ } تقدم أنه يستعمل مفرداً وجمعاً . قوله : { وَجَعَلْنَاهُمْ } أي صيرناهم قوله : { وَأَغْرَقْنَا } إنما أخره ذكره ، والإنجاء إشارة إلى أن الرحمة سابقة على الغضب ، ولتعجيل المسرة لمن يمتثل الأمر . قوله : ( فكذلك نفعل بمن كذبك ) هذا هو المقصود من ذكر هذه القصص ,