Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 74-77)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { رُسُلاً إِلَىٰ قَوْمِهِمْ } أي فكل رسول بعث إلى قومه . قوله : ( كإبراهيم ) أي فكذبوه وآذوه ، حتى رموه في النار . قوله : ( وهو ) أي فكذبوه وآذوه ، فأهلكهم الله . قوله : { فَجَآءُوهُمْ } أي جاء الأنبياء لأقوامهم ملتبسين بالآيات . قوله : { فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ } أي لا يصح ولا يستقيم لهؤلاء الإيمان ، فالمراد بعدم الإيمان ، الإصرار على الكفر والتكذيب . قوله : { كَذَٰلِكَ } أي مثل هذا الطبع . قوله : ( فلا تقبل الإيمان ) أي لوجود الحجاب المانع منه ، ففي الحقيقة لا يمكنهم الإيمان ، إن كانوا في الظاهر مختارين . قوله : { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِمْ } هذا عطف قصة على قصة ، وخاص على عام ، لمزيد الغرابة في وقائع موسى مع فرعون ، وكل هذا تسلية له صلى الله عليه وسلم . قوله : { مُّوسَىٰ وَهَـٰرُونَ } أي فكل منهما رسول إلى فرعون وقومه ، لكن هارون وزير لموسى ومعين له ، قال تعالى حكاية عن موسى : { وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي } [ القصص : 34 ] الآية . وهذا لا ينافي أن كلاً منهما رسول من عند الله ، فمن أنكر رسالة واحد منهما كفر . قوله : { وَمَلإِيْهِ } تقدم أن الملأ بالقصر والهمز ، الأشراف الذين يملؤون العيون بمهابتهم ، والمجالس بأجسامهم ، والقلوب بجلالهم ، ولكن المفسر فسرهم هنا بالقوم ، فحينئذ يكون المراد بهم ما يشمل الأتباع ، وقيل المراد بالملإ خصوص الأشراف ، وخصوا بالذكر لأن غيرهم تبع لهم ، فإذا آمن الرؤساء آمن الأتباع ، وإذا كفروا كفر الأتباع . قوله : ( التسع ) تقدم منها في الأعراف ثمانية : العصا واليد والسنين والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ، وستأتي التاسعة هنا في قوله : { رَبَّنَا ٱطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ } [ يونس : 88 ] الآية . قوله : { فَٱسْتَكْبَرُواْ } الاستكبار ادعاء الكبر من غير استحقاق له . قوله : ( عن الإيمان بها ) أي بتلك الآيات التسع ، وفي نسخة بهما ، أي موسى وهارون . قوله : { فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ } أي الآيات التسع ، ففيه إظهار في مقام الإضمار ، وفي الحقيقة أصل نزاعهم ودعواهم ، أن ما جاء به سحر ، إنما هو في اليد والعصا . قوله : { إِنَّ هَـٰذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ } هذه المقالة وقعت منهم بعد مجيء السحرة ، وابتلاع العصا حبال السحرة وعصيهم . قوله : { قَالَ مُوسَىٰ } أي رداً عليهم بثلاث جمل ، الأولى : { أَتقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَآءَكُمْ } ( إنه لسحر ) الثانية : { أَسِحْرٌ هَـٰذَا } . الثالثة : { وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّاحِرُونَ } . قوله : ( إنه لسحر ) مقول لقوله : { أَتقُولُونَ } حذف لدلالة ما قبله عليه ، ولأنه لا ينبغي أن يذكر . قوله : ( وقد أفلح من أتى به ) الجملة حالية . قوله : { وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّاحِرُونَ } أي لا يفوزون بمطلوبهم ، والجملة حالية من فاعل { أَتقُولُونَ } . قوله : ( للإنكار ) أي فالمعنى لا يليق ، ولا ينبغي أن يقال هذا الكلام .