Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 100, Ayat: 1-5)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَٱلْعَادِيَاتِ } الخ ، أقسم سبحانه وتعالى بأقسام ثلاثة ، على أمور ثلاثة ، تعظيماً للمقسم به ، وتشنيعاً على المقسم عليه ، و { وَٱلْعَادِيَاتِ } جمع عادية ، وهي الجارية بسرعة من العدو ، وهو المشي بسرعة . قوله : ( الخيل تعدو في الغزو ) أي تسرع في الكر على العدو ، وهو كناية عن مدح الغزاة وتعظيمهم . قوله : ( وتضبح ) أشار بذلك إلى أن { ضَبْحاً } منصوب بفعل محذوف ، وهذا الفعل حال من { ٱلْعَادِيَاتِ } . قوله : ( هو صوت أجوافها ) أي صوت يسمع من صدور الخيل عند العدو ، وليس بصهيل ، ولا همهمة . وقال ابن عباس : ليس شيء من الدواب يضبح غير الفرس والكلب والثعلب ، وإنما تضبح هذه الحيوانات إذا تغير حالها من تعب أو فزع . قوله : { فَٱلمُورِيَاتِ } عطفه وما بعده بالفاء ، لأنه مرتب على العدو . قوله : ( توري النار ) أي تخرجها من الحجارة إذا ضربتها بحوافرها ، يقال : ورى الزند يري ورياً من باب وعد فهو لازم ، وأوريت رباعياً لازماً ومتعدياً ، وما في الآية من قبيل المتعدي بدليل تفسير المفسر . قوله : { قَدْحاً } مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره تقدح ولم يذكره المفسر اتكالاً على ما قاله في { ضَبْحاً } . قوله : { فَٱلْمُغِيرَاتِ } أسند الإغارة وهي مباغتة العدو للنهب أو القتل أو الأسر للخيل ، مجازاً عقلياً لمجاورتها لأصحابها ، وحقه أن يسند لهم . قوله : ( وقت الصبح ) أشار بذلك إلى أن { صُبْحاً } منصوب على الظرفية ، و ( الصبح ) هو الوقت المعتاد في الغارات ، يسيرون ليلاً لئلا يشعر بهم العدو ، ويهجمون عليهم صباحاً ، ليروا ما يأتون وما يذرون . قوله : ( بمكان عدوهن ) الخ ، أعاد الضمير على المكان وإن لم يتقدم له ذكر ، لأن العدو لا بد له من مكان ، وقوله : ( أو بذلك الوقت ) أي وقت الصبح ، فهما تفسيران ؛ وعلى كل فالباء من { بِهِ } بمعنى في . قوله : { فَوَسَطْنَ } أتى بالفاء في هذا واللذين قبله ، لترتب كل على ما قبله ، فإن توسط الجمع مترتب على الإثارة المتقدمة على الإغارة المترتبة على العدو . قوله : ( بالنقع ) أشار بذلك إلى إن ضمير { بِهِ } عائد على النقع والباء للملابسة ، والمعنى : صرن وسط الجمع مع الأعداء ملتبسات بالنقع قوله : ( أي صرن وسطه ) أي الجمع ، ووسط بسكون السين إن صح حلول بين محله كما هنا ، وإلا فهو بالتحريك ، ويجوز على قلة إسكانها يقال : جلست وسط القوم بالسكون ، ووسط الدار بالتحريك . قوله : ( على الاسم ) أي على كل من الأسماء الثلاثة بدليل قوله : ( واللاتي عدون ) الخ ، وقوله : ( لأنه ) أي الاسم ، وقوله : ( في تأويل الفعل ) أي لوقوعه صلة لأل ، وإلى ذلك أشار ابن مالك بقوله :