Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 100, Ayat: 9-11)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَفَلاَ يَعْلَمُ } الهمزة داخلة على محذوف ، والفاء عاطفة عليه ، والتقدير : أيفعل ما يفعل من القبائح فلا يعلم الخ ، والهمزة للإنكار وعلم بمعنى عرف ، فتتعدى لمفعول واحد وهو محذوف تقديره أنا نجازيه ، دل عليه قوله : { إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ } وقوله : { إِذَا بُعْثِرَ } ظرف للمفعول المحذوف ، ولا يصح أن يكون ظرفاً للعلم ، لأن الإنسان لا يقصد منه العلم في ذلك الوقت ، وإنما يراد للعلم وهو في الدنيا ، ولا لبعثر لأن المضاف إليه لا يعمل في المضاف ، ولا لقوله خبير لأن ما بعد أن لا يعمل فيها قبلها ، فتعين أن يكون ظرفاً للمفعول المحذوف تأمل . قوله : { إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي ٱلْقُبُورِ } البعثرة بالعين والبحثرة بالحاء ، استخراج الشيء واستكشافه ، وعبر بما تغليباً لغير العاقل . قوله : ( نظراً لمعنى الإنسان ) أي لأنه اسم جنس . قوله : ( دلت على مفعول يعلم ) أي المحذوف الذي هو عامل في { إِذَا } والتنوين في { يَوْمَئِذٍ } عوض عن جملتين ، والتقدير : يوم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور وهو يوم القيامة . قوله : ( وقت ما ذكر ) أي من البعثرة وتحصيل ما في الصدور ، وأشار بذلك إلى أن { إِذَا } ظرفية بمعنى وقت ، لا شرطية فلا جواب لها . قوله : ( وتعلق خبير بيومئذ ) الخ ، جواب عما يقال : كيف قال ذلك ، مع أنه تعالى خبير بهم في كل زمن ؟ فأجاب : بأنه أطلق العلم وأراد المجازاة ، فمعنى قوله : { لَّخَبِيرٌ } أنه يجازيهم ، ولا شك أن الجزاء مقيد بذلك اليوم ، نظير قوله تعالى : { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَعْلَمُ ٱللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ } [ النساء : 63 ] أي يجازيهم .