Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 101, Ayat: 1-3)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { ٱلْقَارِعَةُ } هي في الأصل الصوت الشديد ، سميت القيامة بذلك ، لأنها تقرع القلوب بالفزع والشدائد ، وعليه درج المفسر ، وقيل : لأن إسرافيل يقرع الصور بالنفخ ، فإذا نفخ النفخة الأولى مات جميع الخلائق ، وبالثانية يحيون . قوله : ( تقرع القلوب ) أي تفزعها ولا مفهوم للقلوب ، بل تؤثر في الإجرام العظيمة ، فتؤثر في السماوات بالإنشقاق ، وفي الأرض بالتبديل ، وفي الجبال بالدك والنسف ، وفي الكواكب بالانتثار ، وفي الشمس والقمر بالتكوير ، وغير ذلك . قوله : ( تهويل لشأنها ) أي وتأكيد لفظاعتها بكونها خارجة عن دائرة علم الخلائق ، وفي كلام المفسر إشارة إلى أن { مَا } استفهامية ، فيها معنى التعظيم والتعجب . قوله : ( وهما مبتدأ وخبر ) المبتدأ هو { مَا } الاستفهامية ، والخبر { ٱلْقَارِعَةُ } وقوله : { ٱلْقَارِعَةُ } أي الأولى الواقعة مبتدأ ، والرابط إعادة المبتدأ بلفظه . قوله : ( زيادة تهويل لها ) أشار بذلك إلى أن الاستفهام الثاني وهو قوله : { مَا ٱلْقَارِعَةُ } للتهويل والتعظيم ، وأما الأول وهو { مَآ أَدْرَاكَ } فهو إنكاري والمعنى : أنت لا تعلم هول القارعة لشدته وفظاعته إلا بوحي منا ، فالمنفي علمه من غير وحي . قوله : ( في محل المفعول الثاني لأدرى ) أي والكاف مفعول أول . قوله : ( دل عليه القارعة ) أي ولا يصح أن يكون العامل فيه لفظ { ٱلْقَارِعَةُ } الأول للفصل بينهما بالخير ، ولا الثاني ولا الثالث لعدم التئامه معه في المعنى ، فتبين أن يكون عامله محذوفاً دل عليه لفظ { ٱلْقَارِعَةُ } .