Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 101, Ayat: 4-5)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { كَٱلْفَرَاشِ ٱلْمَبْثُوثِ } أي ووجه الشبه الكثرة والانتشار ، والضعف والذلة ، والاضطراب والتطاير ، إلى النار ، والطيش الذي يلحقهم ، وركوب بعضهم بعضاً ، ففي هذا التشبيه مبالغات شتى . قوله : ( كغوغاء الجراد ) الغوغاء الجراد الصغير بعد أن يثبت جناحه الذي ينتشر في الأرض ولا يدري أين يتوجه ، وقيل : هو شيء يشبه البعوض ولا يعض لضعفه ، ووجه الجمع بين ما هنا ، وبين آية { كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ } [ القمر : 7 ] أو أول حالهم كالفراش ، يقومون من قبورهم متحيرين لا يدرون أين يتوجهون ، ثم لما يدعون للحساب يكونون كالجراد ، لأن لها وجهاً تقصده . قوله : ( كالصوف المندوف ) أي بعد أن تتفتت كالرمل السائل ، ثم بعد كونها { كَٱلْعِهْنِ } تصير هباء منبثاً ، فمراتب الجبال ثلاثة : تفتتها ثم صيرورتها { كَٱلْعِهْنِ } ثم صيرورتها هباء منبثاً ، وقوله : ( المندوف ) أي المضروب بالمندفة ، وهي الخشية التي يطرق بها الوتر ليرق ، وإنما جمع بين حال { ٱلنَّاسُ } وحال { ٱلْجِبَالُ } تنبيهاً على أن تلك { ٱلْقَارِعَةُ } أثرت في { ٱلْجِبَالُ } العظيمة الصلبة حتى تصير { كَٱلْعِهْنِ ٱلْمَنفُوشِ } مع كونها مكلفة ، فيكف حال الإنسان الضعيف الذي هو مقصود بالتكليف والحساب .