Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 101, Ayat: 6-11)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ } تفصيل لأحوال الناس في ذلك اليوم ، والمراد بالموازين الموزونات ، أي الأعمال التي توزن . قوله : ( بأن رجحت حسناته ) الخ ، أي وأولى إذا عدمت سيئاته ، ولو يوجد له إلا حسنات . قوله : { فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } أي حياة طيبة ، وقوله : ( في الجنة ) تفسير باللازم . قوله : ( أي ذات رضا ) أشار بذلك إلى أن المراد { عِيشَةٍ } منسوبة للرضا كلابن وتامر ، ولذا فسرها بقوله : ( أي مرضية ) وفي نسخة أو مرضية ، فهو إشارة إلى أن الإسناد مجازي ، أي راض صاحبها بها ، فهو مجاز عقلي ، أو أطلق اسم الفاعل وأراد اسم المفعول ، فهو مجاز مرسل ، والمعنى : أن من رجحت حسناته على سيئاته ، فهو في حياة طيبة في الجنة ، ورضا من الله تعالى عليه ، وهو مع ذلك راض بما أعطاه له ربه ، فرضي الله عنهم ورضوا عنه . قوله : ( بأن رجحت سيئاته على حسناته ) أي وأولى إذا عدمت حسناته رأساً ، إن قلت : إن ظاهر الآية يقتضي أن المؤمن العاصي ، إذا زادت سيئاته على حسناته تكون أمة هاوية ، وأجيب : بأن ذلك لا يدل على خلوده فيها ، بل إن عامله ربه بالعدل أدخل النار بقدر ذنوبه ، ثم يخرج منها إلى الجنة ، فقوله : { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } يعني ابتداء إن عامله بالعدل ، وهذا ما درج عليه المفسر ، وقيل : المراد بخفة الموازين خلوها من الحسنات بالكلية ، وتلك موازين الكفار ، والمراد بثقل الموازين خلوها من السيئات بالكلية ، أو وجود سيئات قليلة لا توازي الحسنات ، وبقي قسم ثالث وهو : من استوت حسانته وسيئاته ، وحكمه أنه يحاسب حساباً يسيراً ويدخل الجنة . والحاصل : أن من وجدت له حسنات فقط ، أو زادت على سيئاته فهو في الجنة بغير حساب ، ومن استوت حسناته وسيئاته ، فهو يحاسب حساباً يسيراً ويدخل الجنة ، ومن زادت سيئاته على حسناته فهو تحت المشيئة ، إن شاء الله عفا عنه ، وإن شاء عذبه بقدر جرمه ثم يدخل الجنة ، ومن وجدت له سيئات فقط وهو الكافر ، فمأواه النار خالداً فيها ، نسأل الله السلامة . قوله : ( فمسكنه ) عبر عن المسكن بالأم ، لأن أهله يأوون إليه كما يأوي الولد إلى أمه ، فتضمهم إليها كما تضم الأم الأولاد إليها ، وقيل : المراد أم رأسه ، يعني أنهم يهوون في النار على رؤوسهم ، وبه قال قتادة . قوله : { هَاوِيَةٌ } سميت بذلك لغاية عمقها وبعد مهواها ، روي أن أهل النار يهوون فيها سبعين خريفاً ، فتحصل أن المراد بالهاوية النار بجميع طباقها وتطلق على طبقة أسفل يعذب فهيا المنافقون ، فمثل لظى والحطمة والهاوية وجهنم وبقية أسمائها تطلق عامة على خاصة ، وفي الآية احتباك حذف من الأول ، فأمه الجنة ، وذكر في عيشة راضية ، وحذف من هنا في عيشة ساخطة ، وذكر { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } فحذف من كل نظير ما أثبته في الآخر . قوله : { مَا هِيَهْ } مبتدأ وخبر ، والجملة سدت مسد المفعول الثاني لأدراك ، والكاف مفعوله الأول . قوله : ( هي ) { نَارٌ } أشار بذلك إلى أن { نَارٌ } خبر لمحذوف . قوله : ( وفي قراءة ) أي وهما سبعيتان ، وقوله : ( تحذف وصلاً ) أي وتثبت ( وقفاً ) .