Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 103, Ayat: 3-3)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } الاستثناء متصل إن أريد بالإنسان الجنس ، وأما إن أريد به خصوص الكافر فهو منقطع ، لأن المؤمنين لم يدخلوا في عموم الخسران . قوله : { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } أي امتثلوا المأمورات ، واجتنبوا المنهيات ، واعلم أنه سبحانه وتعالى ، حكم بالخسران على جميع الناس ، إلا من أتى بهذه الأشياء الأربعة : وهي : الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر ، والحكمة في ذلك ، أن هذه الأمور اشتملت على ما يخص الإنسان في نفسه ، وهو الإيمان والعمل الصالح ، وما يخص غيره وهو التواصي بالحق والتواصي بالصبر ، فإذا جمع ذلك ، فقد قام بحق الله وحق عباده . قوله : ( أوصى بعضهم بعضاً ) أشار بذلك إلى أن { تَوَاصَوْاْ } فعل ماض لا فعل أمر . قوله : ( أي الإيمان ) أي وفروعه من الطاعات ، واتباع السلف الصالح ، والزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة ، ونحو ذلك . قوله : { وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ } كرر الفعل لاختلاف المفعولين ، والصبر وإن كان داخلاً في عموم الحق ، إلا أنه أفرده بالذكر اعتناء بشأنه ، لما فيه من زيادة حبس النفس والرضا بأحكام الربوبية . قوله : ( على الطاعة وعن المعصية ) أي وعلى البلايا والمصائب ، وهذا ما ذكره المفسر ، وقيل : المعنى أن الإنسان إذا عمر في الدنيا وهرم ، لفي نقص وتراجع حساً ، ومعنى { إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } فإن الله يكتب أجورهم ومحاسن أعمالهم ، التي كانوا يعملونها في شبابهم وصحتهم ، فإنهم وإن ضعفت أجسامهم لا ينقصون معنى ؛ وعلى هذا المعنى ، فتكون هذه الآية بمعنى قوله تعالى : { لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ فِيۤ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلاَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } [ التين : 4 - 6 ] .